الكاتب اليمني وثيق القاضي يكتب مقال بعنوان "التفكير السلبي"

ممارستك لنفس التفكير السلبي يومياً يعرض حياتك للخطر هكذا دون أن تشعر ، تتراكم الهواجس والإضطرابات في جسدك ، تتجمع حتى تنفجر كالقُنبلةِ الإنشطارية وروحك تدفع الثمن ، أقولها بصريحِ العبارة هُنا، أنا بحاجة للبحثِ عن عالم نقيض ، ذاك بُتُ أراهُ تأشيرة عبور نحو القلق والرُعب والخُوف دفعة واحدة ، بتُ بحاجةٍ ضرورية لأبتعد، ألملمني من التيه والشتات ، أنفخُ في وجهِ العدم وأُخلقني نقيا قويا بريا من جديد ، سأهجرُ هذه الوجوه الجميلة ، سأقوم بالبحثِ عن غيرها،  التكرار مُمِل ، يؤدي للكآبة والملل والإنطواء،  لابد أن تغيب هواجسي  لفترة ضيئلة، أفتشُ عن أشياء أعرفها ؛ أطوف شوارع البلد الغني ، أستنشق هواءً عطرا ، ألتقط الصور جوار الهوامير ذوي الكروش المنتفخة كالبالونات .

التغيير واجب ، تواجدكَ الدائم في عالمٍ افتراضي يُعد  من أشد الجرائم ، أو بالأصح يوازي جريمة هيروشيما ، يُسبب الذبول للأفئدة ويعيقُ أجزاءك طالما لم تلقًّ شيئا يسرك أو  يبثُ السعادة إليك ،  أصبح من الضروري  أن تهجره قليلاً ، يجب أن تركل أزرقهُ بعيداً، أو أن تضعه في سلة المُهملات حتى تعود الروح التواقة . الأخبار المُرعبة تلك المليئة بالعزاءات تخترق غلاف الدماغ الفولاذي ، تتسلل إليه دون إرادة ، تسكنه ومن هُناك تبدأ بممارسة الضجيج والصواعق  ونحنُ غنيئون عن كل هذا ولسنا بحاجةٍ لما يزيد الطين بَلل ؛  ، لذا سأنهمك بالعمل فإني أراهُ شفاء وما دونه تعب وتيهِ وغُربة ومرض  ، سأتفنن بمداعبة الجهاز  ؛ سأرقِصُ حبات بيانو شُغلي وسأُغازِلُ الفاتنات عاشقات النوتيلا والجلاكسي وزبدة البستاشيو لكي أعيش لحظات جميلة معجونة بالترف .