متى ستنتصر الإنسانية للإنسان؟ 

وانت تتصفح الكم الهائل من الأحداث و الوقائع الوطنية و الدولية، يعتصر الفؤاد ألما و حسرة، و ينتاب العقل الملايين من التساؤولات المضنية و الإستفهامات الإستنكارية المخزية.. ؟؟؟ يا ترى إلى أين المسير يا بني آدم و نحن على شفا حفرة من إنهيار الإنسانية بسبب إنهيار مبادئها قيمها، و إزدياد تغول الإمبريالية الصهيونية الأمريكية و إستفحال صراعها مع الصين يتزايد يوما بعد يوم من أجل قيادة العالم؟؟؟
 أين المسير في ظل تفاقم الصراعات العربية/العربية، في ظل التقسيم الجديد للخريطة الدولية؟؟؟
 أين المسير و بني صهيون يحرزون في كل يوم على تطبيع/ تضبيع جديد مع قادات الهزيمة العربية الذين باعوا البلاد و العباد، بكل استسلام و تخاذل...؟؟؟
 أين المسير و نحن نكتشف خبايا تواطؤ تاريخي للجارة الجزائر مع إسبانيا في تمويل البوليساريو، و الحركات الإرهابية لبث الرعب الوهمي في الأقاليم الجنوبية...بدل إستثمار كل المؤهلات المشتركة لتشكيل قوة و نافذة إقتصادية مهمة تستشرف المستقبل من خلال وحدة اللغة و القرب و التاريخ و المصير؟؟؟
أين المسير و توجسات إسرائيل من التسلح النووي لإيران تزداد يوما بعد يوم أو ساعة بعد ساعة لأنه يعاكس نواياها التوسعية؟؟؟
 أين المسير و الروح الإنسانية أصبحت دون قيمة بسبب إرتفاع ضحايا الإحتلال الإسرائيلي بفلسطين، و اليمن و سوريا و العراق و ليبيا و بكل بقاع العالم بدون إستثناء في ظل التواطؤ التام للإعلام العربي و الدولي الذي فضل الإنزواء في زاوية الحلبة و سن سياسة الصمت المطبق و الإكتفاء بالشجب اليتيم...أو تكميم أفواه كل من إحتج أو عبر عن غضبه بالإعتقال و صورية المحاكمات ؟؟؟
أين المسير و تجار الدين بكل البلاد العربية أو غيرها لازالوا يستعملون الدين لإستمالة القلوب الضعيفة رغبة منهم في إحكام قبضة الإستبداد الديكتاتوري على شعوبهم...باستبلاد ضمائرهم؟؟؟
 أين المسير و جسد المرأة يستباح في الشارع بلغة التشيء القذرة فوق كل ذرة تراب بريئة دنستها عفونة الذكورية المريضة المتوارثة من خلال التربية البطريركية الهجينة(حادث طنجة نموذج) و سياسات الإرهاب الديني بتولي الحركات الإرهابية زمام السلطة بالكثير من الدول ( المرأة الأفغانية نموذج)...؟؟؟
أين المسير و ماما فرنسا لازالت تخرج من جعبتها الإستعمارية  وثائق تاريخية لتأجيج فتيل الحروب بين الجيران، من أجل لعب دور الحكم/الثعلب...من أجل حماية تواجدها الإستعماري التاريخي بالقارة السمراء لحماية مصالحها الخاصة و ضمان إستمرار إستنزافها لخيرات قارتنا الإفريقية، التي لازال التنكيل بشعوبها متواصلا، من خلال تشجيع الحروب الإثنية بها، و تسخير شبكات مافيا كبرى لحث عموم شبابها و نسائها و رجالها على الهجرة إلى جنة الوهم الموعودة بالقارة الأوروبية، التي لا ترى فيهم سوى رقم معاملات تجارية فقط...لينتهي بهم المطاف فريسة أسماك المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط؟؟؟
أين المسير و معدلات الأرباح من تجارة الأسلحة و المخدرات و الحياة البشرية هي معايير نجاح كل الإقتصادات الدولية الآنية بدل البحث الدائم في تأمين الحياة الكريمة للجميع من خلال تعزيز بنيات التعليم العمومي لكافة المواطنين، للإرتقاء بالعقل و تعميم الصحة المجانية للجميع مع توفير سكن كريم؟؟؟
 أين المسير و جشع الرأسمالية المتوحشة تعدى سقف المخيل بإبتكاره للأسلحة البيولوجية الجديدة عن طريق زرع الفيروسات، لفتح نافذة جديدة للإستغناء على حساب بؤس الإنسانية و دمارها؟؟؟
فمتى ستنتصر الإنسانية فينا للإنسان يا ترى، لنستشعر الأمن والأمان؟ و يتحقق العدل و الإستقرار ؟؟؟ و ينعم الجميع بتلك الحياة الإنسانية الآدمية، التي تتحمل فيها الدول و الشعوب معا مسؤولية البناء الإنساني المتحضر، الراقي بدل نشر الحقد و الضغينة، و المكر و الخداع، و الحروب و الفتن؟؟؟
نجاة زين الدين






Share To: