*قراءة نقدية في نص شعري*
النص الشعري: أمي.
لصاحبه: الشاعر عبد الرحمن بوطيب.
الناقدة: التلميذة الواعدة ندى التازي.
تدقيق: ذ. عبد الرحمن بوطيب. 
————————————————
الشعر ولا شك صديق حميم، فهو أنيس الروح ونديم القلب، وجناح الفكر، يجلو للقارئ مواطن السحر والجمال، ويحرك فيه كوامن الشعور، ويرقى بفكره على أجنحة الخيال إلى مصادر الإلهام، فيسير في شعابه المتألقة بالنور والضياء متنقلاً من روعة إلى روعة، ومن عجب إلى عجب.
جادت قريحة شاعرنا الأستاذ "عبد الرحمن بوطيب "بهذه القصيدة التي نحن بصددها إبان الجائحة التي أرخت بظلالها على العالم بأسره. والقصيدة  من الشعر النثري، غير خاضعة لنظام العروض الخليلي الذي يتميز به الشعر التقليدي، وبهذا الأسلوب تحرر شاعرنا من قيود عروضية جعلته يعبر تلقائياً عما يخالجه من أحاسيس جياشة تجاه أمه، ويهمس لوعة وألماً لفراقها.
وقد اعتمد شاعرنا التعبير عن تجربة نفسية يعيشها بشتى الصور والأساليب الموحية لإغناء قصيدته بالعناصر الدرامية حيناً، وبالمعاني المرتبطة بالأحاسيس التي من شأنها أن تجعل القارئ يشاركه التجربة ويعانق رؤيته، ويغرق في مشاعره بنفس القوة، فكل المعاني لديه وليدة آهات وحنين فياض إلى لقاء الأم، والتي تعبر عن أسمى علاقة وجودية وهي الأمومة، لذلك نجد السطور الشعرية كلها تنطلق من صوت الشاعر الابن مستعرضاً أبهى الصور لأمه المتمثلة في العطاء، وتشبيهها بالجوهرة النفيسة، وكذا وصف الحالة التي هو عليها، واعتصاره ألماً وشوقاً لايسكنهما إلا اللقاء.
فهذه القصيدة تعكس للقارئ لحظة معينة من الحنين في حياة الشاعر المكلوم أضحى معها لقاء الأم قريباً على بعد، بعيداً على قرب.

= الناقدة ندى التازي.
15 سنة.






Share To: