إن لحب الله ورسوله منزلة عليا في الإسلام؛ بل هو جزء من الإيمان :

 فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .( متفق عليه ).

 فكلما ازداد إيمان العبد كلما اشتد حبه لله ولرسوله؛ قال تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } ( البقرة: 165 ).

فمحبة الله ورسوله مقدمة على غيرهما مهما كانت منزلتهم من الإنسان .
 
يقول القاضي عياض في حب الرسول بين الحقيقة والادعاء حيث يقول فى كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى:

" اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدعياً، فالصادق في حب النبي- صلى الله عليه وسلم- من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله؛ وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه، وموافقة شهوته".

إن حب النبي صلى الله عليه وسلم لهو فرض لازم على كل مسلم ومسلمة، لا يتحقق بدونه الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 

«لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
بل إن هذه المحبة مقدمة على حب النفس والمال والولد، وحذر من مخالفة ذلك، فقال: 

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة:٢٤).

لذا فنحن نرتبط في هذه المحبة بالقلب والنفس، وبالعقل والفكر، وبسائر الجوارح والأحوال والأعمال، فتكمُل حينئذٍ المحبة؛ لتكون هي المحبة الصادقة الخالصة الحقيقية العملية الباطنية، فتكتمل من كل جوانبها؛ لنؤدي بعض حقِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا.

وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده، والناس أجمعين).

إذن فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست أمرًا ثانويًّا أو أمرًا مخير فيه، إن شاء المرء أحبه وإن شاء لم يحبه، بل هي واجب على كل مسلم، وهي من صميم الإيمان، ولا بد لهذا الحب أن يكون أقوى من أي حبٍّ، ولو كان حب المرء لنفسه.
فالمحبة شرط لتحقق الايمان وتذوُّق حلاوته، وإدراك معانيه..






Share To: