******

يَأْسٌ تَرَبَّعَ في الْفُؤادَ يَغيظُني
وَيُطِلُّ مِنْ شُرُفاتِهِ مُتَعالِيا

وَتَضيقُ روحي مِثْلَ ضَيْقِ حُشاشَتي
فَأُوَجِّهُ الْقَلْبَ الْمُحَطَّمَ عالِيا

وَيَتيهُ فِكْري في الْمَتاهَةِ عاجِزًا
أَيْنَ الطَّريقُ فَقَدْ غَدَوْتُ مُقاسِيا

وَأَكادُ مِنْ ظُلُماتِ نَفْسِيَ أَشْتَكي
لَوْلا بَصيصٌ قَدْ رَأَيْتُهُ بادِيا

هَذا الْبَصيصُ مِنَ الضِّياءِ يُريحُني
فَأَرى بِدَقّاتِ  الْفُؤادِ مَرامِيَا

وَأُجَدِّدُ الْخَطَواتِ عَلِّيَ أَهْتَدي
لِلْبابِ أَفْتَحُهُ فَأَخْرُجُ ناجِيا

شَرٌّ هُوَ الْيَأْسُ اللَّعينُ يُخيفُنا
وَيَسُدُّ أَبْوابَ الرَّجاءِ مُعادِيا

فَبِطولِ مُكْثٍ قَدْ نَراهُ مُخَطِّطًا
عُمْقَ الْخُطوطِ عَلى الْجَبينِ مَبانِيَا

وَنَرى خُيوطَ الْعَنْكَبوتِ بِوَهْنِها
حِصْنًا لِسُمٍّ قَدْ يُبيدُ أَمانِيَا

رَشُّ النِّبالِ يَزيدُ دَفْقَ رُماتِهِ
وَالدِّرْعُ أَيْنَ الدِّرْعُ ...صارَ مُجارِيا؟

الْيَأْسُ شَرٌّ وَالْخُضوعُ لِحُكْمِهِ
شَرٌّ يُحَوِّلُ ضُعْفَنا مُتَناهِيا

الشَّرْقُ مِثْلُ الْغَرْبِ زادَ شَقاؤُهُمْ
فَالدّاءُ رَغْمَ الْعِلْمِ يُسْرِعُ جارِيا

نورٌ لِشَمْسٍ قَدْ رَأَيْتُهُ سارِيا
فَاسْتَبْشَرَ الْقَلْبَ الْحَزينَ مُبالِيا

اِفْتَحْ نَوافِذَ في فُؤادِكَ أُغْلِقَتْ
فَالنّورُ يَنْشُرُ دِفْئَهُ مُتَرامِيا

وَاللَّيْلُ مَهْما طالَ لَوْنُ سَوادِهِ
يَتَلَأْلأُ الْفَجْرُ الْجَميلُ مُبارِيا

اِفْرَحْ وَرَدِّدْ حَمْدَ رَبِّكَ دائِمًا
فَبِرَحْمَةٍ مِنْهُ تَصيرُ مِثالِيا

    






Share To: