يوم آخر كنت أعتقده جيداً .. 
البائع الذي يضع لي كل يوم حصتي من الحليب امام الباب ، يرفع أصيص نبتة الاوركيدا ليلتقط ثمنها كالمعتاد واليوم غاب ... 
من المستغرب ان تقلق على شخص لاتعرفه فقط لانه كف ان يكون جزء من يومك المعتاد .. 
يعترينا الهلع الدائم من الفقدان 
لا خطط ذهنيه ولاتوقعات جيده لبائع حليب ربما ذهب ليشتري الورود لحبيبته لاستقبالها في المطار او ربما اخذ لنفسه اجازة وذهب للسباحة على الشواطئ ..
وهب ايضا انه لامزاج له اليوم لتوزيع الحليب الذي احبه ممزوجا بالنيسكافيه وبدون سكر ..
للبشر خططهم واحلامهم وطريقة عيشهم ولكننا نفترض دوما الاسوأ
نحن فقط من يقلق دائما .. 
ننام ونحن خائفون ان نصحو على فقد 
هناك دائما من يقضم حصتنا من الحياة  
يبكي رجالنا سرا في الكواليس
وجهرا  بحجة كأس العرق 
يرتطمون بمفاصلهم طوال الوقت 
ليس لديهم ذاكرة قوية 
وأداؤهم سئ في حسم اسباب وجودهم  
يلاحقون الضوء حتى لايصبحون هم انفسهم من المفقودات 
حفظوا الطريق غيباً الى المجهول 
ولم تعد تهمهم العاصفة 
وفي وسط بحر من التيه
ينشدون معا لمصير مشترك ..  
هيلا يا واسع .. 
هيلا هيلا هيلا .. 










Share To: