جعلت من الفن ألف حكاية تُحكى لنا، سعادة تغمر الوجه عند رؤية ما رسمته أناملها بكل حب، تجد في رسمها روحًا وتشعر بالذهول عند لمسها، جعلت من إقناع عائلاتها وصعوبة الوصول طريق من الأمل والإصرار والعزيمة، وجعلتهم سلاحها الوحيد الذي تسعي به للوصول إلى ما تتمناه، طريقًا طويلًا مليئًا بالخيال واختيار اللون المناسب واختيار أدق التفاصيل في كل لوحة، أنه عمل دؤوب يجب عليها أن تتحمله حتى ترى إشادة الناس بعملها التي تحدت الكثير من أجله حتى نفسها...
إسراء عبدلله فتاة، ثلاثة و عشرين عامًا ، اتخذت من أوراقها وقلمها وألوانها الزاهية، رفيق درب، قمر ينتظرها كل مساء ليختاروا سويًا درجات الألوان، وتضع لمساتها الأخيرة على لوحتها الورقية، وتقص له كم هي سعيدة بإنتهاء تلك اللوحة فتضوي عيناها ببريق يشع نورًا.
بدأت إسراء مشوارها منذ أن كانت طفلة، إكتشفت موهبتها في المرحلة الإبتدائية عندما رأت نفسها تعشق الألوان ،ورائحة الأوراق، كانت ترسم لأصدقائها بكل حب، وتحب دائما إظهار رسمها بدقة التفاصيل، كان الجميع يروا فيها مستقبلًا باهر مليئ بالنجاحات، ويشجعونها دائمًا...
في المرحله الإعدادية رأت جدها كالشمس التي تضئ طموحها، يمسك يدها وترى في عينيه الطمأنينة، والوصول لحلم كادت أن تراه مستحيلًا، بدأت تنصت لجدها وإلى حكاياته الجميلة التي جعلتها تبحر في أحلامها الوردية، والتي تريد أن ترها كطير يرفف عاليًا في السماء ...
عندما يراها تصنع الرسائل الورقية يحدثها عن مغامرات حياتيه عاشها، وهي التي زرعت بداخلها حبًا أكثر للرسائل الورقية، وبدأت تهدي هذه الرسائل الورقية لأصدقائها المقربين...
أما عن المرحلة الثانوية تعتبر هذه المرحله الفارقه في حياتها، فقد بدأت من هنا عملها الخاص بمساعدة والدها، الذي كان يأتي لها حاملًا في يديه أدوات لرسم اللوحات الورقيه التي ترسم عليها الملامح الملموسة، ليهداي بها الأشخاص بعضهم البعض،وبدأت بعمل الرسائل الورقية وقد أسست لنفسها بريدها الخاص ، لتعود بنا بآلة الزمن الهادئ الجميل ونرسل لبعضنا البعض الرسائل ذات الأظرف المكتوبة بخط اليد، مع تقدم الزمن، ظلت هذه الرسائل الورقية أجمل مهما بلغت التكنولوچيا من تقدم، أسعدوا من تحبون بكلمات تُكتَب بمشاعر صادقة، وكلمات من أعماق القلب، وما أجمل رؤية تعابير الوجه وإبتسامته عند نطق كلمة لطيفة مِمَّن يحب،
أحيوا زمن الرسائل الورقية ....
التحقت بكلية العلوم وهذا لم يوقف مسيرتها في الفن والنجاح والتقدم ..
إسراء لها لوحات عديدة ذات ملامح بارزة وألوان زاهية، كل رسمة تحكي قصة حب وحنان ورائها، لوحة تجمع أفراد عائلة وفقيدهم، والأخرى تجمع بين والدة وابنها، والأخرى والد وابنته ليله زفافها، وطفل صغير له ضحكة خيالية...
يالها من رحلة ممتعة أن تعيش مع قلمك وألوانك المفضلة، وترى لوحات خطتها ريشتك وسرح بها خيالك وتغذي بجمالها عقلك ..
الفن له جمال خاص فريد من نوعه وتشعر بالبهجة والسعادة والراحة النفسية بمجرد النظر إليها...
تسعى إسراء دائما أن تجعل الرسائل الورقية ولوحاتها المبهرة مرئية للجميع، واصلة لكل يد، وخاطفة كل قلب، وتعمل جادة على تطوير موهبتها والتعلم أكثر، وبجانب إنها موهبة تهتم بدراستها جيدًا ، هي تعلم أن النجاح طريق وهي دائمًا تخطوه بأحلامها التي تريد أن تحققها بجدارة.
Post A Comment: