في اللحظة التي أريد فيها أن أعيش تعارضني الحياة وتلتهمني مشاكلها وظروفها وظروف من أحب وتجعلني في عيشة برزخية لا أستطيع العودة منها إلى الحياة الحقيقية فآخذ بعض الراحة التي حرمت منها كثيراً أو الموت لأرتاح إلى الأبد، فلا تلاحقني الحياة بشقائها ولا تلتهمني الظروف التي لا أستطيع الخلاص منها.
وأنا أفتش عن ثقب أعبر منه إلى الفرح أتعثر بالشقاء وأصاب بالخيبة والخذلان، فلا أستطيع أن أضمن لنفسي لحظة من الراحة أنعم بها أو أن أتنكر لما يحدث حولي أو أصم أذنيٌ عنه فالأيام تخيرنا بين أن نكون وحوشاً أو نكون بشراً، وهذه الأرض بريئة جداً ولا تستحق أن نظلمها بوحشيتنا ولا خيار لنا إلا أن نكون بشراً لتستمر الحياة على هذه الأرض.
أبحث عن النور في هذا العالم وأتساءل عن وجوده بين قلوب البشر فتصعقني حقيقة عدم وجوده وأن البشر قد أظلمت قلوبهم بسبب مطامع الدنيا وأن القليلين الذي يملكون هذا النور في قلوبهم يوشكون على الانقراض وتوشك الظلمة أن تلتهم ذلك النور فتعم في كافة هذا العالم وهذا ما أخشاه بشدة على نفسي وعليكم جميعاً وعلى هذه الأرض.
هذه الأرض تحتاج لنور يضيء كل بقعة فيها ولابد أن يضيء كل القلوب التي تعيش عليها فبدونه تصبح الحياة دون قيمة وتعم الفوضى في كل شيء حتى يصبح الإنسان غير قادر على ترتيب ما يحدث في داخله وتصبح السعادة معدومة فلا سعادة في عالم مظلم تأكله الأحقاد وتخيم عليه أطماع البشر وتحكمه الكراهية ويموت فيه الأبرياء ويتجرع فيه الفقراء الموت البطيء وهم يبحثون عن لقمة العيش.    
تجرحني هذه المشاعر وتجعلني أسيراً للحزن فلا الموت يريحني من تراجيديا القلب ولا أمل أن ينتهي هذا الدمار في قلبي وفي هذا العالم فكل الأحداث تدعو للتشاؤم وتحرض على الهروب من الواقع إلى كهف أختبئ فيه وأعاتب نفسي على ضعفي وقلة حيلتي وأدعو لهذا العالم أن ينتصر على الكراهية والأنانية وأن يسود الحب كل بقعة فيه.






Share To: