الكاتبة المصرية خلود أيمن تكتب مقال بعنوان "فراسة المرء في انتقاء العلاقات الصحية"

السلام عليكم ، 

إن ما يربط بين البشر هو التناغم و الانسجام بينهم و هو ما  ينشئ العلاقات بينهم و يضمن استمراريتها أو علي الأقل الرغبة بها ، فإنْ خلت من تلك السمات فسوف تُهْدَم و تتحطم لا محالة ، فابحث عمَّن يشبهك و تميل إليه منذ البداية حتي لا تشعر بالزهد في تلك العلاقة غير راغب بها في منتصف الطريق وكأنك تود التملص منها بقدر الإمكان ظالماً الطرف الآخر الذي لم يذنب أو يرتكب أي جرم بحقك سوي أنه أعطاك الأمان و الثقة التي لم تكن جديراً بها البتة ، فلتحافظ علي قلوب الآخرين و لتبتعد عنهم وقتما تشعر بأن علاقتك بهم لن تستمر و لن تنفع من الأساس فلا يوجد ترابط أو انجذاب أو أمور مشتركة تجمعكم ببعضكم البعض ، فلترحل غير مكلف الآخرين بأمور لن يقدروا علي تحملها وستترك أثاراً سلبية وندوباً في نفوسهم و قلوبهم علي حد سواء ، فلا تفعل ذلك بالآخرين حتي لا يُرَدْ إليك بطريقة أو بأخري ، كن رحيماً بغيرك حتي يمنحك الله بمَنْ يكونوا رحماء بك عطوفين عليك غير جالبين العذاب و الأذي لقلبك الرقيق الذي لا يستحق سوي الاحترام و التقدير و الحب ، فالمشاعر المتبادلة بين البشر هي ما تساهم في استمرار العلاقة الطيبة السلسة بينهم دون أي رغبة في فقد أو خسارة الطرف الآخر أياً كانت العلاقة التي تجمعك به ، فمسألة الانتقاء و الاصطفاء تعتمد علي فراسة المرء و قدرته علي اكتشاف صفات الآخرين قبل التعمق أو التورط في علاقته بهم حتي لا يلحق الضرر بهم بشكل أو بآخر بعد قطع تلك العلاقة علي حين غرة ، فتلك السمة قد تُزْرَع داخل البعض بقوة و قد لا تتواجد داخل البعض الآخر و يبقي الإحساس هو المحرك الأساسي نحو تكوين تلك العلاقة من عدمه ، فالصداقة هي أقوي رباط و أعظم صلة قد تجمع بين شخصين لذا علينا دائماً حُسن الاختيار لمَنْ يصلح أن يكمل معنا طريق الحياة بما فيه من منغصات و مشقات و منعطفات و منحنيات مرهقة قد لا يقدر البعض علي تحملها إنْ لم يملك قدراً من الحب تجاهنا ، فالعلاقات بين البشر تحتاج لأناس ذوي نفوس سوية صالحة تحمل المزيد من الورع و التقدير و المودة و الرحمة و التعاون و المرونة في التعامل والانسيابية والسلاسة وغيرها من السمات الطيبة التي تساعد علي استمرار تلك العلاقة بما فيها من عوائق قد تؤدي إلي تدميرها إنْ لم يكن أساسها قوياً صلباً لا تقدر أية أمور علي هزه أو اقتلاعه أو الإطاحة به مطلقاً ، فلتحافظ علي ذاتك ولتبق في وحدتك و عزلتك إنْ لم تجد مَنْ يؤنسك ويبدد وحشتك و يقلل حاجتك و يسعدك من البشر ، فالأهم أن تكون أينما تجد راحتك ...