ثم ماذا بعد ؟
لم يعد الإنسان فينا ينتفض،
وتلك الصباحات،
كنا نستقبلها بابتسامة تفاؤل
برائحة القهوة الندية و تحايا الود
كنا نعيش وكأننا خُلِقنا فقط للحب
ثم تأتي المساءات،
بطعم الدفء، يمسح الكد والعناء
نحِنُّ اليوم لكسرة خبز معجون بأنامل حب، لإبريق شاي بطعم التلاقي وصفاء القلب، أين نحن من ذاك الزمان حيث اكتفينا بضحكات تجلجل أركان بيت صغير عند نجاح طفل أو عرس بهيج ؟ أين نحن من نبرة صوت أم ووجبة أكل من أيدي مخضبة بالحناء ؟؟ وصوت المذياع الذي لا يكف، نلتف حوله ،نستأنس به، و نسعد بالغناء ؟
مابالنا اليوم، نعيش الشتات المنظم ، والخواء المقنن، نوهم أنفسنا بالتحضر وبكثير من المسميات الجوفاء ...
شعور بالاغتراب ينهش أرواحنا ببطء وأنين روح لا يسمعه سوى رب السماوات ...
ثم ماذا بعد ؟
يحتضر الإنسان فينا، تخفت الفرحة، تعز اللقاءات، هكذا أرادوا ، هكذا نتحول، نزعم أننا هنا، أن الأرض والزرع والهواء لنا، لكن هيهات، فقد قرروا ذات تاريخ بعيد، أنَّ المشاعر ضعف، أنَّ المال سيف، وأنَّ السيادة قوة، ولهم حق الريادة...
لنعزي أنفسنا إذن في أرواحنا المحتضرة قبل أن نلج عالم البلادة ، ونقر أن لهم الريادة والسيادة.
Post A Comment: