قرن شطة سودانى
منذ رويت حكاية عم خليفة المراكبى الذى فاز عن جدارة بلقب ( المدب ) مدى الحياة , و ذلك لكونه أكل النخال بالعسل فى مراهنة من أجل التندر و الحصول على بطولة الرهان و قرش صاغ ,هذا اللقب جعل أسمه الحقيقى يذهب فى طى النسيان للجميع حتى هو نفسه ,فأنك لو قلت يا خليفة لا تجد رداً إلا إذا لكزته فيرد عليك خليفة مين يا راجل ,دا أنا نسيته و بالرغم أن هذا يعد نوعا من أنواع التنمر و لكن كانت النفوس جميلة و القلوب فيها متسع و لعل ذلك ساعد هؤلاء البؤساء على تقبل الحياة و الإقبال عليها
و إمتداداً لتلك الحكاية ,,,,
ذات ليلة جلس الجمع يتسامرون و سادهم الصمت الذى قطعه احدهم ( لن أذكر أسمه هنا فربما يمت بصلة لأى من الأصدقاء و ذكره يجرح مشاعره )
ذلك الرجل كان ضريراً ويتراوح عمره بين الخامسة و الخمسين و الستين و لكنه كان رشيقاً فى مظهره و حديثه و إذا بدأ حديثاً أصغى له الجميع بشغف بالغ . هذه المرة تحدث بصوت منخفض و كأنه يعانى من مشكلة عويصة و تحدث بمرارة متسائلاً ( كل المنازل تضج بالصوت و الحركة و لكن منزلى يكتنفه السكون و الصمت القاتل و هذا يجعلنى أصاب بالسأم و الملل و الإحباط و لا أدرى ماذا أفعل )
فهون عليه الجميع و كل أدلى بدلوه و تراشقوا بالكلمات و ضحك هو ضحكة مريرة ,
و لكن المدب أسر له فى أذنه ببعض الكلمات التى جعلت أساريره تنفرج و يشرق وجهه باإبتسامة تفاؤل و أمل
و إنفض السامر و توجه كل الى داره
و بعد حوالى ما يقرب من ساعتين دوي صوت صراخ
و هرع كل من داره لإستجلاء الامر
فإذا بالبعض يقول إنهم سمعوا هذا الرجل يصرخ قائلاً ( يا النار يا بوى ) بالرغم انه لا توجد رائحة حريق و لا لهب و لا دخان )
فإقترب أحد الاشخاص المقربين من االباب و سأل إذا كان يستدعى المطافى ,فرد عليه لا لا ,ها أفتح لك و أدخل لوحدك
بعد دقائق خرج هذا الشخص باسماً و قائلاً سليمة الحمد لله و شكر الناس و طلب منهم الإنصراف
مر على هذه الحادثة أكثر من أسبوع لم يظهر خلاله بطلنا
و لما عادأستقبلوه بكل ود فيماعدا المدب الذى صاح آآه يالنار يا بوى
و إذا بعكاز بطلنا يطير فى الهواء ناحية المدب لولا أنه تجنبه بخفة لكانت رقبته طارت و أخذ البطل يبرطم و يشتم و المدب يضحك قائلاً كده إحنا خالصين يا بايا
يا جماعة أنا اللى نصحته يأخد قرنين شطة سودانى من عند جلال أ ب زارع ( كان رحمه الله بقالاً و عطاراً )
و هو زعلان ليه دلوقت
أهى كل البلد سمعت الأصوات و الحركة فى منزله
و ضحك القوم على إستحياء و سرعان ما عادت الأمور الى سابق عهدها
و أصبح لفظ يا النار يا بوى يثير حفيظة بطلنا
فكف القوم عن تداوله حتى اثناء إشعال النار لعمل( بصاية )للنارجيلة ( الجوزة )
و مرت الأيام و كل يوم فيه جديد
Post A Comment: