ما فائدة التفكير إذا كانَت كل الإحتمالات مرفوضة! لماذا لا نتمرّد ونقوم بتغيير الروتين...؟!
 اليوم قرّرت أن أكون سعيدًا، استيقظت هذا الصباح نشيطًا على غير العادة, قرّرت ألا أفكّر أو أهتم بشيء, مزّقت كل مواعيدي وأحرقت خطط المُستقبل, حذفت كل ملفّات الكتابات العبثية والقصص الغير مُكتملة، سأبدأ من جديد ... وربّما لا أبدأ أبدًا...!!

 شربت قليلًا مِن الحِبر وابتلعت قمرًا كان قد سقط في غُرفتي ليلة أمس، قتلت فأرًا صغيراً كان يختبئ خلف شاشة الحاسوبي، ألقيته إلى القط الكسول الراقد دائمًا على الدرَج... رسمت على الجُدران أشجارًا وزهورًا ونجومًا بيضاء مُعلّقة على أغصان, رسمت أيضًا وجوه أشخاص مرّوا على الذاكرة يومًا ما، مُدرّس الرياضيات في الثانوية وفتاة ابتسمت لي في الطريق منذ عشر سنوات وسائق سيارة أجرة قال لي " لا خير في وطن لم يقرأ التاريخ ولم يتعلم منه"

اليَوم سأكون هادئًا, لن أتعصّب أو أغضب, سأترك العالم وشأنه، لا داعي لسخافات السياسة أو تفاهات ما يُسمّون أنفسهم نجوم المُجتمع...
لا طاقة لِنقاشات أو مُجادلات حول الكُتب والفلسفة, رأيي ليس مُهم ووجهة نظري لا يحتاجها أحد, لماذا أصلاً يكون لي رأي ووجهة نظر!!
 ألا يكفي هذا الكم الهائل من الفلاسفة والمُثقفين وأصحاب الرؤى الثاقبة!

اليوم سأكون عاطفيًّا, سأتحلّى بالرومانسية والبلاهة وأكتب رسالة إلى معشوقتي، وسأكتب قصة عاطفية قصيرة تنتهي بالزواج والسعادة, وسأحاول كتابة قصيدة سطحية وركيكة مليئة بالغزل والسخف...

اليوم سأكون تافهًا, لن أقرأ روايات كئيبة, لن أتصنّع العُمق والصرامة, سأتوقّف عن التمثيل بأنني صاحب قضية وأقود البشرية إلى طريق النور, أو أنني أحمل هم البلاد والعباد.
اليوم سأكون سعيدًا, سأستمتع فقط بهواياتي، وكتاباتي،  بدون تفكير في الغد...!






Share To: