الفن لمسة إلهية اصيلة، نزوع روحاني نحو ضفاف الازل. 
  دليل وجداني صادح بصدق القضية الايمانية، ومنطقيتها على الاطلاق.
 
لو كنا ابناء الطبيعة، لو كنا مجرد نفيات كونية ترامت في مسنتقعً مأ، ثم ما لبثت أن أصبحت خلايا تطورت إلى انسان بطريقة عشوائيه، هل أتجاوب مع فيروز بكل هذا الذهول الدخلي، هل اعرج نحو الفضاء، اتداخل مع السحاب وتبعثرني الريح ...
هل يتدفق هذا الصوت النابع من حنجرتها ليغسل كل الندوب، هل اتماها..إلى لحظات الخلود ، اقبض على عجلة الزمن وأوقفه عند حده. 

الملاحده ، يتشدقون بتفسير الانسان تفسيرًا ماديًا، يعزونهّ الى طبيعة صماء إختلقتهُ من رحمِها، ولكنهم في حضرة الفن يشعرون بالخطر، يقعون في المأزق، ويضيق بهم المكان.. 
يعجوزن، ويتعثر العلم ايضًا، يُدرس الإنسان، من رأسة إلى اخمص قدمة لا يجدون تفسير لتلك الرعشة، والذهول في حضرة الفن. .. فيذعنوت للتفسير الوحيد، إننا ابناء عوالم اخرى. 

حينما هبط الإنسان من السماء، داهمتة الغربة، وضاق بهِ المكان، فطفق يغني، ويرقص، يرسم الاشجار على الكهوف، لم يبحث عن الطعام اولًا، كانت روحة الجائعه… … لكنه شعر بالجوع فذهب ليأكل وعاد ليمارس نزوعة الى الازل. 


يقول بيجوفتش;  ان وجود عالم اخر غير عالمنا المادي هذا هو اساس كل فن، ودين. 

المادة وعالمها نقيض الفن…والخلود . 
المادة إلى الزوال، المادة بليدة صماء..  الفن روح متدفقة، مشاعر هائجة، حيوية متقدة، وحنين الى عوالم اخرى.اضف إلى قدسية الفن الميتافيزيقية، دوره البارز كعنصر مهم لأستمرار الحياة البشرية المعاصرة، بعد تدمير البنى التحتية للنفس، وتضائل العوالم الداخلية، ذالك السخاء من الحان فيروز حين يخاصمك كل شيء في الصباح، حين تتهافت عليك الحرب لتضطر للانتحار،  رسم المعنى بكل شيء وانت تقراء لدرويش، انهمار الطمئنينة وانت تردد قصيدة… .. كل هذا يضفي على الفن قدسيةً فائضة. 

اتأمل حينما أكون..  وحيدا، مسكين، مغبون، لا احد يعلم بحالي، ولايكترث، كنت اتضائل، أفتقد ذاتي، واشعر برعب العدم.. لاشيء يجعلني استشعر وجودي سوى الفن، حينما تسمع اغنية تشرح حالتك البآئسة بكل دقة، تُشرَّح احزانك وتفكفك اسبابها ببراعة، حين إذ...  التمس ذاتي، واستلهم المعنى . 

*
تشبضوا بالفن… والتمسوا الإيمان من كل مكان، تأملوا كل شيء، حياتنا عرضة للزوال ومن الحماقة استنزافها هبٱء، دون استغلالها، ودون تسائل عن كل شيء. 








Share To: