كوب قهوى، والحان كلاسيكية جعلتني اعود بالايام قليلا نحو الوراء وكأنني في حوار من الزمن، مع السفر، مع تاريخ كل لحظة كنت فيها جليس قوم يتسائلون ولا يكون عن طرح اسئلتهم الكبيرة حول مواضيع أكبر، تساءلت في نفسي عن سبب إنتشار الكثير من الكتب في مجتمعنا وظهور الكثير من الكتاب وإن كانت اخطائهم فاضحة وكان مستواهم متدني، ولا ننسى أن مستوى كتبهم هابط كثيرا، 
الكل اصبح روائيا والكل اصبح قصاصا لكن المحتوى الذي تقدمه هذه الأعداد الهائلة من الكتب لا تلائم القراء الذي قضوا نحبهم في قراءة الأدب المتين الذي خلفهم أولئك العظماء الذين كتبو بأصابعهم قبل اختراع الازرار أو مع بداية انتشارها بشكل بطيء، ربما تكون يكون هذا الاشكال غامضا لكن الجواب اغمض بكير، لكون الاسباب متعددة حول انتشار هذه الأعداد الكبيرة من الكتب ذات المستوى الدنيء، ولو عدنا بالزمن قليلا لوجدنا أن دور النشر في بدايتها كانت قليلة ونادرا ما يقبل نشر الأعمال لعدم توافقها مع بعض الشروط التي تم تسطيرها سلفا، غير أن في يومنا هذا اصبحت كل زاوية تحمل دار نشر ورقي، إضافة الى دور النشر الإلكتروني التي ساهمت في منح لقب الكاتب لكل من هب ودب، إذ لم تعد قيمة الأدب كما كانت واصبح كل من دمع قلمه بجملة أو اثنتين يسمى بالكاتب والقصاص، لدرجة أننا نشهد أعمالا أدبية تركز في عمقها عن الأسلوب اكثر من المضمون الذي لا يحتوي على أي قيمة مضافة ولو في موضوع حساس ينكب عليه غير ذوي التخصص ليلوثوه بأقلامهم، لدرجة أن القارئ احيانا يضطر إلى تصحيح معلومات داخل الكتاب، لأن دور النشر هذه لا تضع شروطا صارمة لنشر الأعمال، كل ما يهمها هو كسب أعداد كبيرة من الزوار في مواقعها وكسب ارباح كبيرة على حساب قتل وإهانة الأدب.
إذا فإن مصير الكتاب يوجد بين يدي دور النشر وأصحاب المجلات خاصة الالكترونيه التي يجب عليها انتقاء اعمال لائقة تناسب الموضوع الذي كتب فيه الكتاب، من حيث الاسلوب والمضمون وصحة المعلومة، لأن اغلب الكتب في يومنا هذا اصبحت تحمل معلومات على شكل مسلمات وليست لها أي مصادر علمية مثبتة.








Share To: