🌴السؤال :

هل تعلم التجويد والقراءات وحفظ القرآن الكريم غاية وهدف مقصود لذاته أم هو وسيلة لغاية أهم وأسمى وأعظم؟

🌴يجيبك العلامة الحافظ المقرئ أبو شامة المقدسي صاحب إبراز المعاني والمرشد الوجيز وغيرهما ،يقول رحمه الله:

✍لم يبق لمعظم من طلب القرآن العزيز همة إلا في قوة حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به.

وكل ذلك وإن كان حسنا ولكن فوقه ما هو أهم منه وأتم وأولى وأحرى وهو فهم معانيه والتفكر فيه والعمل بمقتضاه والوقوف عند حدوده وثمرة خشية الله تعالى من حسن تلاوته .

 ونحن نسرد من الأخبار والآثار ما يشهد لما قلناه بالاعتبار.

🌴أخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى :

 {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} .

 قال : يتبعونه حق إتباعه.

«المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز» (1/ 193).

—————————

✍"أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن :

 أولها :

أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها ، وهذا يتولى حفظه شيطان وكّل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى ، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه ، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف ، فأنى تنكشف له المعاني ؟

 وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس" .

الإحياء ١/ ٢٩٢

ثم قال(الغزالي): 

"وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب ، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل ، وحظ العقل تفسير المعاني ، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار .

 فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ" .

الإحياء ١/ ٢٩٥

🌴قلت(أبو شامة) : 

صدق رحمه الله ، ومع أن الأمر كذلك ، فقد تجاوز بعض من يدعي تجويد اللفظ إلى تكلف ما لا حاجة إليه ، وربما أفسد ما زعم أنه مصلح له.

🌴قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله :

"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح ، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
‌‌
يراجع :

«المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز» (1/ 211).






Share To: