السلام عليكم
إن أجمع البشر يسعون للعمل الحر بدلاً من تلك الوظائف التي يعملون بها تحت إمرة أحد ويتسلط عليهم في مقابل بضع أموال زهيدة لا تكفي احتياجاتهم البسيطة ولا حتي احتياجات مَنْ يعولوهم بعد المُضي قدماً في الحياة والوصول لمراحل أكثر نضجاً وتطوراً حينما يصبح المرء مسئولاً عن أسرة كاملة ليس فقط عن نفسه و احتياجاته القليلة ، فمَنْ سيلبي لهم تلك الاحتياجات إنْ لم يكن رب الأسرة يملك أموالاً طائلة تحمي مستقبلهم و تضمن لهم حياة كريمة مستقرة ، فليحاول كل منهم بناء مشروعه الخاص خُطوة بخُطوة و تأسيسه علي أعلي مستوي كمَنْ يُشيِّد بناية شاهقة الارتفاع تدريجياً حتي يصل للمستوي الذي يحلم به ويدر عليه الأموال الكافية التي توفر له حياة ترضيه و تسعده وتجلب إليه ما يحتاجه من متطلبات ، فنحن نعلم جيداً أن ذلك الحُلم ليس بسيطاً أو هيناً ولكنه يحتاج لبعض الصبر والوقت والتريث حتي يتحقق فمَنْ يتعجل تلك الأمور المادية يجدها تتعقد أكثر مما يتخيل و لا تسير بالسلاسة التي يتمناها ، بغير الحروب الضروسة والمشاحنات الطاحنة التي تندلع بين الموظفين في العمل غير الحر في محاولة للوصول لأرقي المناصب و أعلاها بغض النظر عن الدقة في العمل الدؤوب أم التلاعب طيلة الوقت حتي وإن تسلق أي منهم علي أكتاف الرؤساء الذين يملكون سُلْطَة الأمر و النهي واستغل علاقته الطيبة بهم لصالحه كي يصل لما يريد ، فدوماً ما نري أن البعض يحاول سحب السجاد من تحت هؤلاء الزملاء الذي يعملون بجد وكد ولكن تلك الألاعيب لن تستمر أو تدوم طويلاً وسوف تنكشف في القريب العاجل وتؤدي إلي نتائج غير مرجوة وهي الإطاحة بهؤلاء الفسدة وإقالتهم من هذا القطاع ، فالعمل الحر يلغي كل تلك المشكلات السخيفة التي تمحو دور العمل و تجعلنا نمارس أدواراً أخري في محاولة التخلص من تلك المشكلات المفتعلة التي لا حصر لها بدلاً من التركيز في العمل لإنجاح المؤسسة بسبب أشخاص ليس لهم أي قيمة سوي تعطيل عجلة العمل من وقت لآخر لأجل أهداف دنيئة ألا وهي الظهور بصورة مُشرِّفة وتشويش صورة الآخرين وكأن ليس لهم دور بارز في تلك المنظومة التي يعمل بها الجميع تحت هدف واحد و هو إعلاء اسمها ، لذا فالعمل الحر يجب أن يحين وقته بعد العبور من تلك المرحلة الأولية من الأعمال غير الحرة مع أشخاص يعتقدون أنهم أسياد العالم نظراً لتولِّيهم مناصب لا تليق بهم مطلقاً ، فلتحاول تطوير أدائك يوماً تلو الآخر بغض النظر عما يدور حولك في عالم العمل من خداعات وزيف حتي تصبح شخصية رائدة قادرة علي إدارة العمل الخاص بها فيما بَعد ، وقتما تصل لتلك المرحلة التي بالطبع ستتحقق ذات يوم بمزيد من المجهود و الخبرة التي سوف تكتسبها وتتعلمها من العمل غير الحر الذي يمثل أزمةً وعائقاً للعديد منا أو بمثابة قيود مفروضة تقلل الحرية في ممارسة العمل بينما هي علي الصعيد الآخر مرحلة التعلم و اكتساب الثقة بالنفس حتي لا تتعثر وقتما تصبح رائداً مسئولاً عن منظومتك الخاصة متمكناً من إدارة ذلك الكيان و الصرح العظيم الذي سوف تمتلكه ذات يوم ، فنلاحظ أن البعض يتعجل إياها فور التخرج مباشرةً فتضيع عليه فرصة ومرحلة التعلم من خبرات الآخرين مهما كانت طباعهم حادة قاسية وقوانينهم صارمة حازمة واكتساب الخبرة الكافية والتشبع بالكفاءة اللازمة لمزاولة مشروعه الخاص حتي يجد أنه صار مستعداً لها يملك كل المقومات اللازمة لإنجاحها وإعلاء اسمها في سماء المجد والتألق لأنها إنْ فشلت ستدمر مستقبله و مستقبل كل مَنْ يعولهم بلا شك وسوف يعود لنقطة الصفر من البداية ، فكل شئ يحتاج لدراسة وتقصي ومجهود جبار وإلا فلن يتحقق بالصورة التي رسمناها في مخيلتنا علي مدار سنوات حياتنا الماضية ، فمَنْ يعمل بهوجائية وفوضاوية يجد الأمور تفلت من إطار يديه غير قادر علي التحكم بها أو السيطرة عليها ، فلابد من التريث و الحكمة في مثل تلك الأمور التي تُبْنَي عليها أساسيات حياة المرء ...
Post A Comment: