إن لوسائل التواصل دوراً هاماً وبالغاً وكبيراً في تغير الحياة للأفضل و تسهيل الكثير من الأمور علي الجميع ولكننا يجب أنْ نُنوِّه لأمر في غاية الأهمية ألا وهو السن الذي يبدأ المرء استخدامها فيه لأنه كما نعلم بمزاياها فلها العديد من العيوب أيضاً وهي انفتاح عقول هؤلاء الصغار علي أمور تفوق أعمارهم ولا يجب عليهم معرفتها في ذلك الوقت مطلقاً فهي تُعْرَض أمامهم من قبيل الصدفة وتساهم في تدني أخلاقياتهم وهم ما زالوا في مقتبل العمر ، لذا لابد من وضع رادع وقصر استخدام تلك الوسائل لمَنْ يبلغ السن القانونية بحيث يكون راشداً بالحد الكافي الذي يكفيه شرها ويمنعه من الوقوع في المصائب و الكوارث التي لا حصر لها إنْ انصاع لمَنْ في مثل سنه وحاول تجريب أي أمر جديد يتعلق بتلك الوسائل المبتكرة التي تبتدع المزيد من الخرافات و التفاهات التي لا جدوي أو طائل منها سوي مضيعة الوقت الثمين الذي يمكنهم فيه القيام بأمور جادة تساهم في تطور شخصياتهم ونقل مسار حياتهم نحو الأفضل ، فتلك الوسائل إنْ أحسنا استخدامها سوف تصبح نقطة تحول لنا بقدرتها الواسعة علي جلب المعلومات و المساعدة في الأمور الحياتية الخاصة بالعمل أو بجلب أي متطلبات نحتاجها في حياتنا اليومية دون بذل أي مجهود مضاعف رغم أن ذلك قد يكون أمراً سلبياً بعض الشئ فهو يفقدنا الحركة التي تُكْسِب الإنسان الصحة القوية وتمده بالطاقة اللازمة لممارسة حياته بالشكل السليم ولكن لنفترض أنها من المميزات فتكفي العيوب الأخري التي لا تعد ولا تحصي هذا بالإضافة إلي أنها تمكننا من الترويج لسلعة أو منتج معين فهي من أهم المميزات التي قد تفيد جميع البشر مِمَّن لا يملكون أي وسائل بديلة للدعاية و الإسهام في زيادة المبيعات ، ومن أعوص المشكلات التي قد تسببها تلك الوسائل هي التعارف الذي قد يحدث بين أشخاص من بلاد مختلفة رغبةً في الحديث عن أي أمر مشترك متبادل بينهم ، نفس المشاعر ، نفس الأحداث ويبدأ الحديث في التطور حتي يصبح عادةً لا يتوقف أي منهم عن ممارستها و لا يكتمل اليوم دون ذلك الحديث الشيق الذي ينتشلهم من ذلك الواقع الأليم المرير الذي لا يجدون به مَنْ يسمع تلك الشكاوي المتكررة التي لا تنتهي أو تتوقف والآنات التي لا تهدأ ، فهو وإنْ لم يكن قادراً علي منحك الحل المناسب لما تعاني منه فهو يجيد الإنصات وهذا ما نحتاج إليه جميعاً ولا نتمكن من تنفيذه مع بعضنا البعض نظراً لضيق الوقت أو مشاغل الحياة التي صارت كحجة قوية نلقيها في وجوه الآخرين حتي تكون كمبرر لنا عن تقصيرنا تجاههم ، فقلوب البشر بسيطة تحتاج لبضع اهتمام من أشخاص تُقدِّر مشاعر الغير التي قد تكون متخطبة إثر التعرض لموقف معين لا يتمكن من تجاوزه وحده ، فهو يعتبر أن تلك الوسائل هي ما تنقذه من وحدته وعدم إيجاده لمَنْ يقدره أو يفهم طبيعة مشاعره التي تترنح بين الفينة والأخري كنتيجة بديهية لما يتعرض له من مواقف مختلفة ، فتلك الوسائل قد تصبح وسيلة للإصلاح أو الخراب و الإفساد بحسب عقلية المرء واستخدامه لها فلا يمكننا حصر دورها في أحد الأمرين لأن بهذا ظلم شديد للغرض الذي أُنْشِئت من أجله ، فلنعلم أبناءنا كيفية الاستخدام السليم قبل أن نُلْقِي اللوم علي أشياء مادية نحن مَنْ نتحكم بها فلا يجب أن ندعها حتي تسيطر علينا ذات يوم لاحتياجنا الدائم لها الذي قد يصير كمرض لا يمكننا التخلص منه للأبد إنْ لم نتعلم الاستخدام الأمثل لها وعدم الاستناد عليها في كل الأمور الحياتية حتي نصبح أصحاء أقوياء نفسياً وبدنياً ...






Share To: