==================
بصمتي اليوم يسألك العتابُ
وحرفي والقصيدةُ والعذابُ
وتسألك المعاني والقوافي
ودمعاتٌ على خدِّي انسكابُ
أتدري يضرب الزلزال قلبي ؟
بأرض الرّوح ينتشرُ الخرابُ
أتسمع صوت رعدٍ فوق صدري ؟
ويبرقُ في حنايايَ اكتئابُ
أتعلم كيف يذرو الحزن نفسي
ويضرب شطَّ راحتها العُبابُ ؟
أتدرك حجم مأساتي وبؤسي
وينعق فوق أطلالي الخرابُ
أدور كما الشَّريدة في فلاةٍ
وتندبني السَّكينةُ والصّوابُ
أتتركني لعذَّالٍ أساؤوا ؟
وفي أقوالهم تعوي الذِّئابُ
وحاسدةٍ تصبُّ اللًّؤم سمَّا
زعافاً كم يسوء به الخطابُ
مخالبها تمزقني بحقدٍ
وكُلِّي من خبائثها مُصابُ
نصحتُك كم نصحتك ! لم تُبالِ
ولم يُفتَح لهذا النُّصح بابُ
إلا إنَّ الأفاعي كلَّ حينٍ
تجدِّدُ ثوبها بئس الثِّيابُ
فإنْ ظهرت بجلد اللِّين حتماً
إلى جلد الدَّهاء لها إيابُ
وتبدي في تراقصها سلاماً
ولكن سلمها أبداً سرابُ
أنا آلاف أسئلةٍ توارت
على شفتي ويُفتَقَدُ الجوابُ
أترضى لي الظلامة من سفيهٍ
وجاهلةٍ ومبدؤها السِّبابُ ؟
فلا والله إنِّي لست أرضى
بما قالوا سيلحقهم عقابُ
عتابي مثل غيمٍ في عيوني
له في الرّوح هطلً وانصبابُ
بتربة من أحبُّ زرعت قلبي
وقلبي اليوم يحضنه التُّرابُ
ومازالت بتول تصون ودَّاً
لها في الطُّهر أصلٌ وانتسابُ
وتحفظها العهود بتول صدقاً
ستذكرها إذا فُتِحَ الكتابُ
ولكنَ الظلامة أرهقتها
ويُرفع عن مواجعها النِّقابُ
تعكَّر ماء فرحتنا بِفَريٍ
فهل تصفو السَّعادةُ والشَّرابُ ؟
فمازال الرَّجاء بنا ينادي :
ألا ليت الحسود له الغيابُ
وليت العاذلين إلى انتهاءٍ
ويُطوَى فوق صفحتهم كتابُ
سأعلو فوق ما فعلوا وقالوا
فأخلاقي تعانقها السَّحابُ
ومابيني وبينك ليس يفنى
ففي الأرواح وصلٌ واقترابُ
---------------------
البحر الوافر ..
Post A Comment: