🌲هل هو مُسْتَحَب أم وَاجِب أم مَكروه أم حَرَامٌ ؟
🌲وهل يجوز للزَّوجة أن تَشْتَرط على زَوجِهَا ألَّا يَتزوَّج عليها ؟
🌲وهل مُوَافَقَتُها - أو إعْلامِها - شَرْطٌ فى صِحِّة زواجه بأخرى؟
🌲وهل كُل النِّساء يَرفُضْنَ التَّعدُّد ؟
🌲وهل فِيه مَصَالح للفَرد والأُسرة والمُجتمع ؟
🌴الأصلُ فى الإسلام "إبَاحِة" الزَّواج الشَّرعي مُتَكَامِل الأركان والشُّروط بأكثَر من زوجة ، حتى أربَع "وتَحْرِيم" الزِّيادة على ذلك بإجماع .
🌴"والمُبَاح" فى علم الأصول تدُور عليه بَقِيَّةُ الأحكام الشَّرعية الوُجُوب والاستحباب والكراهة والتَّحريم .
وضَابط ذلك هو المُوازنة بين المَصالح والمفَاسِد، وتَقدير القُدرة والعَجز أي : القُدرة المَالية والبَدنِيَّة وتحقيق العَدلُ فى النَّفَقَة والسُّكنَى والمَبِيت .
يعنى : قَد يكون الزواج بأخرى وَاجِباً فى بَعض الحالات ، ومُستَحَبَّاً فى بَعضِها ، ومَكرُوهاً فى بَعضِها ، وحَرامَاً فى بَعضِها الآخر ؛ إذا ترتب عليه عدم القُدرة على الإنفاق، ومَفاسد أعظم، وضَياع من يَعُول وهكذا..
وكفى بالمَرء إثماً أن يُضَيِّع من يَعُول..
🌴ويجوز للزَّوجة أن تَشْترط على زوجها فى عقد النكاح ألَّا يَتزوَّج عليها .
والراجح أنه شرط صحيح للأدلة .
وله حَقُّ القَبُول أو الرَّفض .
فإذا تزوَّج أو أراد الزَّواج بأخرى فلا تُطَلَّقُ الأُوُلى بِمُجَرَّد ذلك الشَّرط .
وإنما "يَجِبُ" عليه أن يُعْلِمْهَا ، ولها حَقُّ الخِيَار بين إبقاء وإمضاء العَقد وتبقى زوجته ، أو الفَسْخ ولها كامل حقُوقها الشَّرعِيَّة يعنى : فَسْخَاً وليس خُلعاً .
🌴ويَجِبُ أن يُعْلَم أنَّها بذلك الشَّرط لم تُحَرِّم ما أحلَّ الله .
ولا يحِقُّ لها ذلك ولم تَمنَع زوجها من أن يتزوج وهذا ليس من حَقِّها أيضاً ولم تَعتدِ على حَقِّه، وإنَّما الزوج مَن ألْزَم نفسه بذلك...
كمن تشترط على زوجها فى العقد ألا يُخرجها من بَلدِها ، أو ألَّا يُسَافر بها ، أو مَهراً مُعَيَّنَاً ، أو سَكَنَاً فى بلدٍ ترتضيه وهكذا.
وكلها شروط صحيحة..
وللزَّوْجَةِ حقُوقٌ وواجباتٌ مَفروضةٌ وَاجِبةٌ على زَوجها بإجماع كالمَهْر أو الصًّداق ، والنَّفَقَة ، والسُّكْنَى ، والذِّمَّة المَاليَّة المُسْتَقِلَّة ، والمُعَاملة الطَّيبَة الحَسَنَة والعِشْرة بالمَعرُوف بإجماع .
🌴لكن لا يَحِقُّ لها أن تَمْنَع زَوجَها من الزَّواج بأُخرى .
ومُوَافقتُها أو إعلامها ليست شرطاً فى صِحِّة الزواج الشَّرعي مُتكامل الأركان والشُّروط بإجماع .
🌴وإذا كَرِهت الزَّوجَة زَوجَها لِسَبَبٍ مَشروع أو خَافَت على نفسها الفِتنة فى دِينها إن بَقِيَت مَعه ، أو عدم القُدرة على القيام بحقُوقِه الشَّرعيَّة فلها أن تَخْتَلِع مِنه ، بأن تَرُدَّ عليه المَهر أو الصًّداق ، ثم يُطَلِّقُها أمام القاضى يعنى : خُلعَاً .
وأن تَصْبِر وتُحَافِظ على بَيْتِها فهُو أفْضَل وخَيرٌ لها .
🌴ومن يَدَّعِى أنَّ كُل النِّساء يَرفُضْنَ التَّعدُّد ، فهو "كَذَّاب" .
وإنِّما الزَّوجة الأولى غالباً هِى مَن تَرفُض .
ولا نُنكِر عليها فهى مَعذُورة لما جُبِلَت عليه .
وأما الزَّوجة الثَّانية أو الثَّالثة والرَّابعة وغالب النِّسَاء المُطَلَّقات والأرامل والعَوَانِس يَقبَلْنَ التَّعدُّد .
🌴ونَشْر ثَقافة "التَّعدُّد بضوابطه وشروطه وأحكامه" فى المجتمع هو الحَل الأمثل للقضاء على الجَهل والكذب والتَّدلِيس وتزييف الوعى الذى تمارسه بعض وسائل الإعلام ومواقع التَّواصل الاجتماعي (العالمانية والليبرالية والفيمنست -ومن تأثر بها- والتى ليس عندها مانع من إشاعة الزِّنا والدَّعارة والشذوذ والإباحيَّة والمُخَادَنة والدَّياثة والتَّبرُّج والتحريض على الفواحش والفُجُور فى المجتمع .
أما الزواج الشَّرعي الحَلال مُتكَامِل الأركَان والشروط فهو عندهم "جَريمة وخِيانَة" .
🌴ولا يستطيع عاقل أن ينكر أن نشر ثَقافة التَّعَدُّد بضوابطه وشروطه هو الحَل الأمثل والأقوم والأعدل والأحكم والأصلح لحل مشاكل زيادة أعداد العَوانس والمُطلَّقات والأرامل فى مِصر مثلاً والتى بلغت 11 مليون عانس ، وحوالى 3 مليون مُطلقة ، طبقاً لاحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء .
وهى من أكبر المشاكل التى تواجه المُجتمع المصرى الآن .
🌲وخِتاماً :
فالزواج فى الإسلام ليس شهوةً عابِرَة ، وإنما أحكام وحُقُوق وواجبات ومسؤوليات وبيت جديد وإنفاق وتَربية وخِدمة وبَذل وتَضحية ورِعاية ومُتابعة وقِيام بحقوق الزوجة والأبناء وحقوق النَّسب والمُصَاهرة .
🌲وقبل كل ذلك فالزواج فى الإسلام آية من أعظم آيات الله تعالى وسُنَنِه فى خلقه ، والدالة على قُدرته وعِلْمه وتَقدِيره وإحسانه وإتقانه وحِكمته فى الخَلق وما أودعه سبحانه من رِباط الحُب والمَودَّة والرَّحمة بين الزوجين .
🌴فالزواج فى الإسلام عِبَادةٌ لله تعالى بشرط صَلاح النِيّة ومُوافَقة الشَّرع وهو سُنَّة الأنبياء والمُرسَلِين ومن تَبِعهُم بإحسانٍ إلى يوم الدَّين..
🌴والحِكَم والفوائِد مِن تَشْرِيع الزَّواج بِصَفة عَامَّة للفَرد والأُسرة والمُجتمع أكثرُ مِنْ أنْ تُحْصَى .
Post A Comment: