يختار المرء طريقه للحياة بما يذود به عقله ويشغل تفكيره، فيتحرى كل السُبل التي تقوده نحو حياة علمية راسخة بمبادئ المعيشة الكريمة ويحفظه من الزَّلات أو الإتك على جدران خاوية فيعش خوفه طلة حياته من أن تقع عليه، أو أنه يصير إلى بؤرة ومستنقع لا يمكنه الطلوع منه.

وهنا يضطر المرء أن يعيش في هذا المستنقع أو البؤرة الحياتية الحتمية لوضع باتَّ فيه جميع البشر ذو قناعة به... فالحياة كن لتعيش وليس كن لتكون ذو علامة تقديرية بين الآخرين، أو ذو درجة علمية مشهورة بينهم.

إنها الصدفة في الحياة منهم مثل هؤلاء ينعمون بحياتهم الزاخرة والممتعة، نعم وضعًا مأساويًا يعيشه ذو الدرجات والعلامات العلمية في وطني، كونهم ذو مسؤوليات تفوق القدرة وتصعبُ على العيش احتمالها، يلبث الإنسان اليمني سنيين يطلب العلم متخصصًا في إحدى المجالات التخصصية، وما إن انتهى وأخذ درجاته العلمية وجد نفسه في ميدان قاحل العيش عديم الفرص أو قليلة هي في مجاله، مما يضطر العودة لاكتساب مهارات وخبرات جديدة تعينُه في كسر وضع المعيشة.

هكذا وطني وغيره من الأطاون التي أنهكتها ودمراتها الحروب، وقضت على منشأتها الاقتصادية والمؤسسية، وتقلصات فيها فرص التوظيف والوظائف الحكومية، وان وجدت الوظائف فلا تزيد عن 30٪ وخير منهم لها أو هي في مجالهم يتم اقصائهم منها، لتكن الأولوية للجميلات من النساء وان كنَّ غير آبهات به أو مخالفًا لتخصصتهن، وهذا يعود لرغبات الإدارة في الربح دون الجودة التقنية.

هنا لانعطي ذوي الطموح والهمام التقاعس عن مسيرتهم العلمية والحياتية، لكن الوضع أصبح في مرمى الواقع مزريًا جدًا، وعليكم أنتم أن تجدوا لأنفسكم مجالات وتخصصات مناسبة منذُ أن تجدوا أنفسكم حاملين همومكم الدنيوية كغيركم ممن مر من هنا حيث أنتم الآن.

فالحياة لا تتحرك إلى الأمام إلا بالمال، والعيش لايدوم إلا عندما تمتلك المال، والإنسان لا تغمره السعادة إلا إذا وجد العمل وعاد بسرور المال والطعام، فهي حقيقة معاشة ولستُ صانعًا لها، وأنت ذو عقل وبصيرة، وها نحن نعايش ونعانق الواقع ولكن حمدًا لله على كل حال فلابد من جهد لجني الثمار.

حدد نصيبك من الدنيا
 تفوز بما يروي الحياة من النعمِ.
وقاسم الخير أهل الجود مكُرمًا
تلقى الإله راضيًا متنعِم.
فالخير زادك دومًا ابن آدم ِ
فلا تقعد متخلفَّ القدامِ.








Share To: