---------------------------------
كَبُرنَا فيهِ ..ٱرتوينا من ينابيعِ مياهِهِ ..مَضَغْنا رغيفَهُ ٱلْحلو حيناً..المُنَكَّهِ حيناً آخر بروائح ٱلْعرق التي
ألهبتها سياط ٱلْحياة وٱلشُّموس ٱلْمحرقة ..حتى صار صعب ٱلنَّوال أو لنقل خبزاً مغْمُوساً بسيزيفية..وبألـمٍ.
رَدَّدْنا كلماته ونحن صغارا نجري ونمرح ونلعب لعبة ٱلْغميضة أو لعبة ٱلْاختفاء وٱلظُّهور ..كَبُرنا ونضجنا
ولازلنا نحلم بأنْ تكون كل ٱلْأمور فيه على خيرٍ..بيد أننا نمضغُه أحياناً بأسى ..لأنَّ ٱلْكثيرين يمضغون
حقُوقنا،يسلبوننا ذاك ٱلْخُبز ٱلْمُشتهى وإن كان أسْمر أحياناً ..فِي حَضْرَتِهِ يَجِفُّ ٱلْيراعُ ،ويَعْجِزُ اللِّسان ،نَصير سُكارى نتمزَّقُ غيضاً من نشوةِ ٱلْانتماء لأولئك ٱلْمَنسيين في جغرافيته.
تتعثَّرُ حروفنا ٱلْمَوجوعة في حضْرَتِهِ ،وتتلعْثَمُ ألْسِنَتَنَا في ٱلْكَلامِ ..ونُحِسُّ بٱلْعَجْزِ عن كتابَة كلماتٍ تَفيه حَقَّهُ ..إنَّهُ ٱلْوطَنُ ٱلْمِظَلَّةُ وٱلشَّجرة ٱلْوارفة ٱلتي نستظل بِظلالها.
هو ٱلْوَطَنُ حضن دافئ للذي يَعِي كُنْهَهُ ويتَشَبَّعُ بقيم ٱلْوطنية وٱلْمُواطنة ٱلْحَّقَّةِ..هل حقا نحنُ نعِي معنى ٱلْوطن؟!.
أمْ أنَّنَا نَعْزِفُهُ فقط كلمات وأغنيات كلما حلَّتْ مناسبةٌ منَ ٱلْمُنَاسَبَاتْ ٱلْوطنية ..وَطنِي كَثيراً ما يَصْفَعُنِي فِيكَ ٱلْانْتِهَازِيُّونَ..ٱلذين يمضغونك فقط كلمَّا أرادوا أن يملأوا جُيُوبَهم من خيراتك وثرواتك ..
وطَنِي ياعزيزاً على ٱلْقلب، أعانقُ فيك ٱلسّهل وٱلْوادي وٱلْجبل ٱلسّامق وٱلتّل وٱلْهَضبة وكل جغرافيتك، أتنفس هواءك وأتحسس حبيبات ٱلنَّدى في صباح جميل عندما أستيقظ وأنا أفرك عيناي من هجعة قدْ تكون كٱلْحلم ٱلْجميل أحيانًا وأحياناً أخرى تقترب من ٱلموت ..أنا لا أضْجَرُ من أناسك وإن رسَموا لَكَ لوحات قاتمةٍ ..أحاولُ أن أمسك ريشتي وأخطك بلون ٱلْحياةِ وٱلْأمَلِ ..أنا لسْتُ منْ أولائك ٱلذين يمضغون كلمات مديحٍ فِي حَقِّكَ لأجل أن ينالوا ٱلْكرامات..ٱلْوطن ياسادة أكبر من هذا ..ٱلْوَطن هويتنا، انتماءنا،لحننا ٱلْمتفرد الذي ينبغي أن نحس فيه أننا مواطنون وليس مجرد أفراد هَمُّهُمْ ٱلْأوحد أن يقسموا غلته.
ٱلْوَطن أم تحتضنا، تربِّينا وتحتاج منَّا إلى ٱلْوفاء ..إلى أن ترى ٱلْبُذور التي زرعتها تنْمُو وتتألق ..ٱلْوطن أنت وأنا وٱلآخر وكل ٱلْمـارين من جغرافيته ٱلشَاسعة ..ٱلْحالمين بخبزه ٱلْمُستنشقين لعبيره، ٱلْمُستظلين بسمائِهِ ،الملتحفين لأراضيه ...فيا وطني لست أغنية أمضغها،أرددها رياء ..أنت ٱلْحلم وأنت ٱلْمُشتهى وأنا دُونَكَ غريب ..منسي في هذه ٱلْبسيطة..حلمي أن تَزْهُو وتورق وتكبر وتعانق ٱلنُّجوم في ٱلسّمَاء وتلثم ٱلْقمر وتتوسد محبة أبنائك ..وأن نَرَى فيك أحلامُنا تتحقق ، فتتفتح شقائق ٱلنّعمان ويُطرب ٱلْكل لسماع
لحنك ٱلْجميل ويعزفك آنئِذٍ كل بنيك ..أنت ياوطني تسكن مُهجتي، لستَ مُجَرًّد كلمة أردِّدُها..أو أُسِمعها ٱلْعَالم في ٱلْمدرسة وفي كل ٱلزَّوايا كُلَّما حلت مناسبة وطنية..أنت في ٱلْقلب ياوطني.
Post A Comment: