الكاتب أديب السامعي يكتب "التكلف في الكتابة"

ينتابني القرف من الناس المتكلفين في الكتابة وعدم القدرة على ايصال الفكرة التي يريدون أن يعرضوها على الناس بإنتقاء المفردات الفخمة والملفتة للإنتباه والمصطلحات المعقدة فضلا  انها لاتصلح في هذا السياق، ظنًا منهم أن ذلك معيار الجودة والإتقان، بينما الحقيقة هي ان هذه المفردات ستصير وبالاً على نصوصهم فتقتلها لأنها ستظهر عيوب بقية النص وإن كان جميلًا  فيبدو أقل مستوًا من هذه المفردات المحشورة فيه، هذا الشخص يعتقد ان الجميع يُشيرون إليه بالبنان،

لكن مايحدث هو العكس تمامًا، وحينها يتحول دور القارئ من راغب في الإعجاب إلى ناقد وباحث عن العيوب فيثني على المفردات بقدر مايقلل من جمال النص تمامًا تماما كامرأة تزينت لدعوة في عرس بملابس أنيقة و جميلة لكنَّها وضعتْ عقدا ثمينا غطى حسن هندامها عن أعين المدعوَّات ، فتنظر النِّسوة الى العقد منبهرات ، ثم يصدرن حكمهن القاسي بقولهن متهامسات : ” إمَّا أنَّه مغشوش أو أنَّه ليس ملكها ” وربما أضافت إحداهن : ” أو أنَّه مسروق ” والواقع أنَّهن محقات تماما في ذلك ، فلو كان العقد من ممتلكاتها لكان لباسها بمستوى قيمته و غلائه ، فكيف تَمَكَّنَتِ من إحراز هذا العقد رغم غلائه الفاحش و عجزت عن اقتناء ملابسا تناسبه على الرَّغم من أن أجودها لا يكلفها نصف ما كلفها ذلك العقد ، وعلى هذه المرأة إذا أرادت أن تُظْهِرَ جمالها في عيون المدّْعوات أن تراعي التَّناسق فيما ترتديه لا ان تقتل احدهما بالآخر، لذا لابد لها ان تُنْزِلَ قيمة العقد الى مستوى اللباس أو أن تُصْعِدَ قيمة اللباس الى مستوى العقد و لها في ذلك الحرية و الخيار حسب ما تملكه من ماديات، كما يقولوا المصريين. وخلاصة القول أن التَّكلف في أي شيء يكون تأثيره سلبيا وضارا، فمن أراد أن ينجح فليدع التَّكلف جانبا و لينجح بما لديه طالما أنَّه يثق بقدراته ، وما البساطة بعيب إذا اقترنت بالجودة والَّتناسق و الثِّقة بالنفس.

ياصاحبي لا تعتقد انه مجرد أن تقراء رواية عاطفية اصبحت مثقف، الثقافة لاتُحصر على كتابة مصطلحات عميقة، الثقافة بمعناها الصحيح هي معرفة شيء عن كل شيء وليس حفظ كلمة أو جملة وانت  لاتفقه مضمونها.... 

انت ياصديقي تكتبُ لحصد  عددًا من اللايكات لاغير، هكذا هي فكرتك عندما تخطر في بالك فكرة تكتب عنها، لا بل ويعتقد أيضًا أن الجميع ينتظره بفارغ الصبر ولا عملًا لديهم سوى صرف الإعجابات لمنشوراته فقط، بغض النظر عن ماذا كتب، انت صديقي إذا عليك الإعجاب بتراهاتي وإن لم تنال إعجابك، 

هؤلاء الاشخاص يعنانون من الزهايمر، او مرض اللايكات فحسب...