في شتاء المكان كان بارداً، حيث تتجمع قطرات المطر على النوافد وزجاج السيارت المتوقفة، 
وقريباً حول المكان يتصاعد البخار من الحلق عند التكلم ورائحة المطر تملأ المكان، لترى معظم الأشخاص  واقفين في موقوف السيارات معظمهم واضعين أيديهم في جيوبهم، ومنهم من تلفلف بمعطفهُ محاولاً تغطية رأسهُ من سقوط قطرات المطر المتراشقة بخفة،
لا يعلو في المكان غير أصوت لأقدام الأشخاص المارة وحركة العجلات القريبة من باب الموقف المشرع بأبوابه لاستقبال السيارات للوقوف، منتظرين دورهم للمرة الثانية بعد أن عادوا محملين بالركاب، 
أخذت أنتظر مجيء شخصان حتى يكتمل العدد ليحين موعد مغادرتي، جالساً في القرب من جداراً بناية قديمة محتمياً بالجدار من الرياح المتراشق مع حبات المطر للجهة الخلفية منهُ.
كان كل شيء ولا سيما الانتظار والقلق الذي يراودني خشيت التأخر عن عملي، وكان يزيد همي لمجيء شخصين ورحتُ مفكراً هل سَيِجيئانِ سويتا أم انتظر لمقدار نفس الوقت للشخص الثاني. 
وبعد أنتظار دام لساعة كاملة مع نظراتي لكل أنحاء الطريق المتزايدة بقلق، ها هما الاثنين قد جاءا على عجل في خطواتهما بعدما تبللا أثناء مسيرهما في الشارع ليدخلا من البوابة لتتراشق في وجوههم قطرات المطر.
وأخيراً فرح قلبي لمجيء هذان الشخصان وكأنهما يقرباني بل أكثر من ذلك فمهما منقذاني من الأنتظار ومن برودة المكان. 
وهذا يعني قد حان وقت المغادرة، معلن السائق إشارة بيده راح يلوح لي حتى أنا الآخر  قد جئت قبل هذه الإشارة متسارعاً في خطواتي لاجتياز السيارة الصفراء القادمة من جهة اليمين قبل أن تسد طريقي. 
عندها صعدنا جميعاً في السيارة التي كانت لي مكان دفء وأطمئنان على أني سأصل في الوقت المناسب. 
نحنُ جميعاً ننتظر، وعندما ننتظر  الأشياء، ننتظرها بكل لهفةٌ لنروح باحثين في مخيلتنا عن شكل السيناريو  الذي سيجمعنا بما كنا لهُ في أنتظار.






Share To: