لا أعرف من أين أبدأ الحكاية ولا كيف أنهيها، لا أعرف ما سأقول أو أروي ..
ليس لي في قصتي بداية ولا حدث بعينه أعرف أني موجود وشخص داخل حكاية الوجود، إن صح القول أنا على خشبة المسرح، المسرحية تشبه قصة وجودي فيها أمشي على خشبة المسرح كبهلوان أراقب شخوص بعضها يشبهني وآخر مغاير لي؛ قصتي شخوصها غريبة عن بعضها كل يلوح بعالمه من فوق الخشبة يختفي وراء قناعه الوجودي هو بالذات إنسان آخر، شخوص بلا أدوار محددة، تصعد تارة على الخشبة وتغادرها حينا آخر؛ لا مخرج ولا معد ولا أحد يستطيع أن يحكم القبضة على الرؤى؛ كل يتصرف بحرية، متمردون جميعا عن المعنى، عن الأقنعة التي نختفي ورائها، عن الزهد الذي ندعيه، عن العقل الذي اصطنعناه ؛عن شخصا يقود العالم، عن ذلك التنظيم القاتم الذي أفقدنا المعنى...
حكايتي بلا مخرج هذا هو حال الوجود البشري الكآبة والضجر القلق والتعاسة... أمام عالم الفوضى نهرب بذاتنا نحو اللامعنى لنبحث عن المعنى الحقيقي للوجود، نتمرد على الصمت الذي سكننا زمنا، نبحث عن كينونتنا التي فقدناها، نضع حدا لحالة الضياع والفزع الوجودي... نبحث عن ذاتنا الحقيقة، نعلن ثورتنا عن المألوف الاجتماعي، نرحل عن عالم العوام، نكسر قيد الحرف وقاعدة الكلام، نصعد على خشبة المسرح بدون قوانين، بلا مخرج، ولا ديكور، لا مكياج ولا تاج ملوك... بلا أيَّة قاعدة تفقدنا مازوشية الحياة على خشبة المسرح؛ كل يروي حكايته، يفرغ ذاكرته من الماضي حتى تصبح بلا ذاكرة تحوي تجارب الألم والموت والضياع، الفزع والخوف كل نُلقيه من فوق الخشبة وننزع الأقنعة قبل أن نغادر خشبة المسرح دون الحاجة لتصفيق الجمهور... إن تجربة العبث تجربة وجودية لا بد أن نمر منها لكشف الغطاء عن المعنى الحقيقي للوجود...
Post A Comment: