............................
تحاصره المدينة من كل الاتجاهات
مذ غادرها قبل أكثر من عشرين عاماً
عاد إليها مكسور الجناح
حزيناً وكئيباً
هل كان هذا ما ينتظره؟
كان يحمل إرث السماء
وحلمه القديم الذي لم ينته بعد
الينابيع التي أضاءها في أول الطريق
كانت جسراً لعبور ذلك البحر المتلاطم
كانت بمنزلة روحاً لجسدٍ
كان يتكيء في أولى خطواته
وعثراته
فجأةً.. يتوقّف الزمان والمكان
هل أضاعَ الرجلُ مدينتَه؟
بشوارعها وأزقتها وحوافيها وطرقها
ورجالها ونسائها وأطفالها
إنّه –الآن – يطرق باب مدينته
لا يجدُ أحداً
الرجل يسقطُ مغشياً عليه
الذكريات تعيده إلى زمنه الجميل
في مدرسته الأولى سنة ثمانٍ وستين وتسعمئةٍ والف للميلاد
يجلس في الصف السادس
في آخر الصف
الساعة الثانية عشرة ظهراً
رائحة خبز الموفى
تتسلل إليه من أحد البيوت القريبة إلى المدرسة
بينما أستاذ اللغة أحمد حميد طارش
منهمكٌ في إعراب جملة(عاد الجنود وهم منتصرون)
يلتفت إلى زملائه في الصف .. يرى
(حسن سوجله، مازن عبدالمجيد, عبدالرحمن سعد، محمد محمود، أحمد يوسف، أبوبكر عبدي، محمود ياسين، عادل شاووش، جمال الضالعي، نظمي عبدالمجيد، وهيب محمد إبراهيم جاوي، ماهر جلاب، باسل إسماعيل، الماوية، عبدالقادر السهلي عزالدين سيف، أنيس محمود).
الرجلُ المسكون بمدينته
لكلّ آهٍ آهات
ولكلّ أنّةٍ أنّات
أيعود من حيثُ أتى
أم يبقى في صمته الأخير.
أمين المَيْسَري
شاعرٌ وناقدٌ وإعلامي من اليمن.
Post A Comment: