في الصبا..
كنا ندفع قطار العمر..
ليمضي بنا بأقصى سرعة
نسابق الريح و الزمن
نلصق الشوائب والشوارب..
على وجوهنا الغضة..
نحلم كل ليلة بشَعر الذقن..
لم نكن ندري عن الشِّعر
ولا عن نسج القصائد ..
قبل النوم استمتعنا..
واستمعنا لحكايا الجدة ..
عن الغول و تقاليد القبيلة ..
و عن الذئب والثعلب..
رسمنا امهاتنا والاهل والوطن ..
في الدفتر ..و في الوريد..
و في الذاكرة العذراء ..
بشذى الطفولة و طيف قوس قزح
بالطبشور وعبير الياسمين..
بالأناشيد البريئة من النفاق والدجل..
لعبنا لعبة التخفي كثيرا
انتظرنا طويلا..
حتى تزهر مسامات الجلد الناعم
إلى أن نما الزغب وغزى الشَّعر..
كل منحدرات وخبايا أجسامنا..
واستوطنت في الضلوع..
كل أطياف الجزع..
وكل أصناف الوجع
لحد الآن مازلنا نلعب نفس اللعبة ..
نتقن الشتم و اللعن..
وكل أنواع العفن
نسحق بعضنا البعض..
نشتم الله و نلعن الظروف و الزمن
رغم أنف التجاعيد ..
ما زلنا صغارا واحجامنا ضئيلة!..
لم نكبر قيد أنملة ..
كم كانت الجدة محقة..
حين حذرتنا من شراسة..
و شراهة الغول
على غفلة منا..
بلَعَنا الغول و صندوق أحلامنا ..
ونامت الذئاب والثعالب بجوارنا..
على أسِرَّةِ شخيرنا ..
العميييق!..
Post A Comment: