في ذكرى ميلادي :
في كل مرة تحل فيها ذكرى عيد ميلادي، أجد نفسي مرغما على مجالسة الذات لسبر أغوارها وتصفح كتاب حياتي منذ بداية تشكل الوعي الأول.
في كل مرة أجد نفسي حائراً أمام سطوة الزمن، هذا المارد الجبار الذي يزحف بي نحو خط النهاية دون رحمة. غير مبال بمن أكون أو ما أريد، بما أشتهي أو لا أشتهي...
إليك أيها الزمن أقول: تمهل من فضلك ففي عجلتك فناء لنا ووداع حتمي لأحبتنا.. بكل سرور نتقبل منطقك القاسي لكن بالمقابل نرفض زحف رمالك على حدائق أعمارنا.
بي جوع أيها الزمن إلى المعرفة والاكتشاف، الطريق طويل جداً و أنت بالمقابل جبار سريع، وهذه هي المأساة الحقيقة.
بي شوق إلى الطفولة وأمطار الخريف التي كانت تملأ رئتي برائحة الأرض.
بي شوق إلى الأماكن الغابرة في طي الذاكرة...
بي شوق...
بي شوق...
وأنت تجرني مرغما مبتعدا عن الطفولة، عن خط البداية...
إرادة زائفة :
أردت الابتعاد فازددت قرباً !
أردت الانتقام فازددت عفواً !
أردت التراجع فازددت تقدما !
أردت الانطلاق فازددت نكوصا !
أردت النسيان فازددت تعلقاً !
أردت التخلص من صورتها فرأيتها في كل الوجوه !
أردت التخلص من عطرها فعثرت عليه فواحا من كل الزهور !
أردت التخلص من إشراقة ثغرها فوجدتها طالعة من الشمس !
أردت التخلص من ملح شفتيها فذكرني به طعم البحر !
أردت وأردت و في كل مرة أريد ولا أريد.
Post A Comment: