التأملات الكونية هي ما تساهم في زيادة الحس الفني لدي أي مِمَّن يملك الموهبة وبث الإلهام في نفسه ، فهو يحاكي الواقع ويستفيض في وصفه بما يدور فيه من أحداث و مشكلات من خلال رؤيته الثاقبة المختلفة له فيما يمس قضايا الوطن أو مشاعر البشر التي يتمكن من الوصول لأعمق نقطة فيها علَّه يساعد في اتخاذ خطوات فعلية لحلها أو مساعدة البشر علي التخلص من المشاعر المُحْبِطة التي تصيبهم إثر التعرض لتلك المشكلات الوطنية الفتاكة القهرية أو غيرها من المشكلات الأخري الغير منتهية ، فتلك الشئون تزعجهم وتؤرقهم وتسبب لهم العديد من المشكلات النفسية التي تؤثر علي رتم حياتهم بلا شك وقد تجعلها تتوقف من شدة التأثير السلبي عليها ، فلقد حباه الله بتلك الموهبة حتي يتمكن من التعبير عما لم ينبس به الآخرون ، فهو يمثل لسان حالهم الذي يتفوه بما يكتمونه في نفوسهم حتي يصيبهم بالعديد من الأزمات التي لا أول لها من آخر وكأنه يتحدث نيابة عنهم علَّه يتمكن من تبريد ذلك الألم القابع في قلوبهم ، فعليه أن يستغلها بأفضل شكل ممكن فعساها تكون المُنْقِذ الوحيد لهؤلاء الضعفاء الذين سلبتهم الحياة حقهم في العيش بطريقة آدمية هانئة هادئة لما تتعرض له بلادهم من قذف ونهب وتدمير وما يصيب مشاعرهم من ألم و غدر وفراق كنتيجة لذلك الخراب الذي حل ببلادهم بلا مبرر ، فلم يخلق الله شيئاً عبثاً و لقد وهبك تلك الميزة حتي تكون كتلك المسخرات التي تساهم في التغيير نحو الأفضل سواء حياة أي إنسان أو إصلاح أي مفسدات تعم علي المجتمعات دون الرغبة في الرحيل إنْ لم يتحرك أحد ولو بمجرد كلمات ، محاولات للبوح بما يصمت عنه الكثير من البشر خوفاً من تراكم المشكلات أو المساهمة في زيادتها و عدم قدرتهم علي  تقليصها أو إبادتها تماماً ، فالمواجهة هي ما تساعد علي إيجاد الحلول ولو بعد حين وليس التخاذل أو اتباع الصمت ، فكل شئ مُسخَّر لخدمة البشر فكما خلق الله المقومات المحيطة لمساعدة البشر وتيسير حياتهم فلقد خلق البشر لخدمة بعضهم البعض إنْ أُتِيحَت لهم الفرصة لذلك فلا يجب عليهم التأخر أو التكاسل عن أداء تلك المهمة فهي بمثابة واجب وطني كإنقاذ الوطن من الأعداء ، فتلك من أسمي وأرقي القيم التي قد يمارسها أي امرئ بما يملك من قدرات ومؤهلات تميزه عن غيره فلم يمنحه الله إياها هباءً حتي يتكاسل عن استخدامها فسيكون من الظلم لذاته عدم استغلالها بالشكل المناسب الذي يساعد علي التغيير والتطوير بقدر الإمكان والمساهمة في إنقاذ الآخرين دون أي مقابل سوي راحتهم و جلب السعادة لقلوبهم و إنقاذ العالم من الشرور و الكوارث التي تحل به من حين لآخر بسبب السكوت عما لا يرضي الجميع ولا يرضي الله أيضاً ، فالله عادل لا يقبل الظلم الذي يمارسه بعض البشر لمجرد امتلاكهم سُلْطَة دول أو أي مراكز عُليا تَسْنَح لهم بتلك الأفعال المؤذية من التحكم الدائم في حياة الآخرين وقد يُخيَّل لهم أن بإمكانهم التحكم في مصائرهم والعياذ بالله ، فلنحاول توقيف تلك المهازل بما نملك من قوي عسي أن يمنحنا الله فوق ما نستحق بمحاولاتنا المستمرة لمساعدة الغير بأي طريقة كانت ، فتقديم الخير لا يذهب سدي بكل يقين فثق بذلك و اقبل علي كل الأمور الإيجابية تجد حياتك أفضل و تجد ذاتك أكثر تأثيراً في المجتمع المحيط بل والعالم بأسره و تدرك دورك الراقي الذي تمكنت من تحقيق ولو جزء بسيط منه وتصبح فخوراً بها ذات يوم وقدوة يُحْتَذي بها من جميع الخلق ، فلتظل تتمني ذلك الحُلم من الله حتي يتحقق علي أرض الواقع ...






Share To: