……
تعاطى -الشاعر رأفت السنوسي  - كؤوس الشعر حتى ثمل  فقادته  موهبته لعالم المسرح الشعري (عشية انتخاب أبي سفيان ) ثم ولج عالم الرواية  فكتب رواية (تل الرمان ) الصادرة عن دار (كنوز المعرفة ) عمان / الأردن وبعدها رواية (كرادة مريم ) صدرت عن مكتبة( الصفاء ) دولة الإمارات العربية  وهاتان الروايتان هما موضوعنا ولنبدأ بروايته الأولى ( تل الرمان )

رواية تل الرمان: رواية مثيرة تحكي هموم الوطن والثورة والغربة وهموم المثقف العربي وتشير للثورات في الوطن العربي.
قرأتها: تل الرمان للأديب رأفت السنوسي، شخوص الرواية منهم عدد كبير مثقفون بل (ومؤدلجون ) أحيانا، وهذه سمة في الرواية زادتها عمقا وأضافت إليها أبعادًا ثقافية إلى جانب التشويق والإثارة، وقد ساير الكاتب فيها البطل في زمنين مختلفين، زمنه الآني وزمن الذكريات، وكان ينتقل بين واقعه وذكرياته بخفة ولطف وتشويق لا يعرف القارئ أية معاناة، بل جعل القارئ مشدودًا دائما في كل حالاته، سواء للذكريات أو للواقع واللحظة التي يعيشها البطل، والذي هو بدوره انشطر بين شخصيتين، شخصيته الحقيقية، وأخرى ملصقة  به متهم بها ، وقد أجاد الكاتب في كل الحالات ونشر ثقافته المعرفية الواسعة بالأماكن والأحداث والأفكار والأشعار والشخصيات الأدبية، التي تمثل رمزا مثل نزار قباني، وأمل دنقل، والبردوني (إذا لم يسالمك الزمان فحارب)، الأديب رأفت السنوسي هنا مبدع في الزمان، زمان الرواية، ومبدع في المكان، ومبدع في الأحداث، ومبدع في موضوعها.

الرواية الثانية (كرادة مريم ) 

(كرادة  مريم) ثقافة موسوعية وقراءات سياسية وتاريخ وتحليل لوقائعه   وأسلوب شاعري  وموهبة سردية  يختبئ خلفها مؤلفها الشاعر رافت السنوسي    ..  الراوي يصول ويجول ويقدم أحداثًا ويؤخر أخرى عبر أكثر  من ثلاثين سنة زمانياً وهي الحقل الزماني للرواية  وكذلك يأخذك مكانيًا من هنا لهناك عبر المحيطات والأنهار والبحار. من نجع في صعيد مصر  إلى  دولة العراق ومدنها ومقاهيها وشركات نفطها  ويمر بك عبر الأردن ويعود بعد ذلك  لنجعه وطفولته وشبابه ومحبوبته وعبر الزمان والمكان يلقي إليك بهمومه وهموم أمته وأوجاعها وفجائعها التي حلت علينا بضرب العراق وتمزيق وحدته ونهب بتروله حتى أصبح شعار البترول مقابل الغذاء أمنية  .. في (كرادة مريم ) ترى أصناف البشر جميعا بكل تنوعاتهم وتباين اخلاقهم وثقافاتهم   وهذا ما يدل على ثقافة وخبرات إحتماعية وديمجرافية اكتسبها الكاتب من مهنته كباحث إجتماعي   
حقًا لقد قضيت وقتا ممتعا مع عمل أدبي رائع يجعلني مقتنعا برأفت السنوسي راويًا كما اقتنعت به من قبل شاعرًا
 .. 
 وختاما أشير إلى أن الغربة والصراعات السياسية والأيدلوجية  هي العامل المشترك بين روايتي الشاعر   رأفت السنوسي ( تل الرمان ) و(كرادة مريم )







Share To: