الحياة تابوت مليء بالحسرات، طريق معبد بالمأسي، ألآمًا متتالية، وصيرورة من القهر الممنهج يمارس علينا.
لكن الموت يضل أشرس مأساه، وغصة وجودية.
الموت، هذا الحدث المفزع، قد يكون حدث عادياً، ان يموت احدهم في اقصى الارض ..قد ترتبك وسرعان ما تنجلي الغصة ، لكنهُ حينما ينقظ على أحد احبابك، هذه الفكرة العصية على التصديق، "موت أحد الاحباب. " قد تكون مبرراً كافياً لتهجوا الوجود وتناصبة العداء، بل والرغبة في مغادرته.
عندما يموت احد احبابنا، نتلاشى من الداخل، نفتقد جزءً كبير من ذواتنا، يسوّد الكوكب ويغدوا غريباً عنا، يستمرء الحزن في التغلغل دون اي اعتراض، يُحكمُ قبضتة ويفتك بِنا، يغرز خنجرة الازلى، دون أن نحاول إقتلاعه، فماذا تبقى من شيء جدير بأستضافته غير الحزن بعد موت احد الاحباب.
لكن لأجل بشرية معافاةً من المأسي، وبرغم مرارة الفقد، ووجع الفراق، يجب أن نلملم ذواتنا المنهكة، نستجمع قوآنا ونجابه الوجود ببسالة.
يجب على الجنس البشري التصالح مع فكرة الموت، محاولة تجاوزة وتوقعه باي لحظة بمرونة كاملة، يجب ان نحاول تقزيمة، وافراغة من تلك الهالة الوجودية التي اضفتهُ علية نواح النساء.
قد ابدوا متناقضاً وبشدة، إذا أني، أستهليت بنواح لغوي، وسرد نزق وحزين، ثم التويت لأفلسف الامر، اُهون منه بعد تضخيمة، واُمارس التناقض بأقصى تجلياته.
وفي حقيقة الامر، انا لم اتناقض بقدر ما حاول التعبير عن جزء من الالم الذي ينخر داخلي، محاولة فاشلة لسرد ذالك الألم السرمدي... ومن ثم اتيت بحديث عقلي الذي يناقض مشاعري تماماً، اشعر بالقهر فيحدثني عن التصالح معه، روحي مغبونة، ويخبرني عن فلسفته، وإنَ لم نتصالح وندرك حقيقة، فالبشرية ستهوي من منحدر القهر ، إلى العدم. نزاع مستمر.
واخيراً *
اضن ان الاعتقاد الوجودي ، والتصورات عن المسير والمصير تساهم بجزء كبير بالتخفيف من حجم الألم، فكرة الدار الاخرة هذه، تفضي إلى جرعة امل كبيرة، وشعور داخلي بالخلود، إنها افضل بكثير من تصور الموت ثم العدم، اللامنطقيه. الذي يناقض مقتضى وجود موجد واعي، حر، له غايةً في الخلق.………………… .
لم يعد بمتسعي القول، سواء اني حزين كثيراً، ولكن لن استسلم، سأضل اراوغ فلسفياً لتجاوزة.
Post A Comment: