حكاية صفيه ..
ولدت صفية في بيئة قروية، وعائلة متمسكة بالعادات القبليه  ، وحين كبُرت وظهر جمالها الفتان ، وبزغت كزهرة جميلة نديّه... 
تهافت عليها الأقارب والجيران ،  كل منهم يريد قطفها وحجزها لولده عروساً، وانعقد النصر في النهاية لعمّها سي حوّاس سيء الطويّة ..
فأعلن على الملأ أن هذه الصبية اصبحت كَنّته المستقبلية ، وعروساً لولده رضا..
كانت متفوّقة في دراستها والكُل كان معجباً بذكائها ونبوغها ، باستثناء عمها سي حوّاس الذي كان يبيِّت لها سوء النية ، بإخراجها من المدرسة وأن تترك الدراسة.. 
وفي يوم سمع عمها سي حوّاس في المذياع خبراً عن اختطاف طفلة في المدينة اثناء انصرافها من المدرسة ، فوجدها فرصة سانحة لتنفيذ مأربه وإخراج صفيه من المدرسة.. 
دخل سي حوّاس المدرسة باسر الوجه عاقد الحاجبين مدلّي الشفتين ، وبادر مديرة المدرسة بلهجة آمرة : أعطني صفيه  ، اريد أن اسحبها من المدرسة...!!
سألته عن السبب فرد عليها بجفاء : هكذا مزاج ، البنت كبُرت وغدت صبية ، ويجب ان تقعد في بيتها ولا داعي لدراستها..!! 
حاولت المديرة ثنيِه عن قراره وتدخلّت معلمتها لتشرح له عن ذكاء إبنة أخيه وتفوقهاالدراسي ، فرد عليها : ليس لكم علاقه بهذا الأمر ..كل واحد منكم يهتم بشانه.. 
وسحب ابنة اخيه دون ان يترك لها فرصة جلب  كتبها ودفاترها من الصف ..
و سار وهو يهمهم ويتمتم بشتائم طالت المدرسة والدراسة وجهاز التعليم ، وأوصلها الى المنزل قائلا لزوجة أخيه : لعن الله المدرسه وساعتها ..!! ( ما بقات دراسه ولا  خـ ...!! )
سمع والد صفيه بفحوى القضيه ، فلم يعترض  على قرار أخيه الأكبر منه، وقعدت صفيه في البيت وقد امتلأ صدرها الصغير بالحقد والكراهية لعمها ولخطيبها ( سي حوّاس الذي كان  دائم التردد على منزلهم  بسبب وبدون سبب فيقعد عابس الوجه ، ويعامل صفيه معاملة الزوجة فيطلب منها وبلهجة آمرة تارة كأس ماء وتارة علبة سجائر..!! 
لم تجد صفيه في سي حوّاس ايّة صفة تقرّبها منه ، كانت تكره كل شيء فيه ، غطرسته الفارغة ..طريقته في الكلام غباؤه وأفكاره التافهة ، وجهه المربّد طوال الوقت  ، وقد حاولت أن تهضمه وتبتسم في وجهه ، لكنه  كان عسير الهضم ..!!
بدأ الخطّاب يطرقون بابها على أمل الظفر بها لجمالها وكان جواب اهلها الدائم : ( مسمية لابن عمها ) 
و بأّن الأمر بيد عمها حوّاس ،  فتجرأت المرأة يوماً وذهبت الى ام رضا  وطلبت منها التوسط  من أجل السماح لهم بخطبة صفيه ، وحين سمع سي حوّاس بالخبر استشاط غضبا وطار عقله من راسه ..
وقام وأولاده  فحملوا العصي وتوجهوا الى منزل الأستاذ  ولحُسن الحظ لم يكن أحد في المنزل فعملوا أمام باب دار الاستاذ وصلة من الصراخ والشتائم والتهديد بانهم سوف يقومون بترحيل الأستاذ وعائلته من القرية ، وخشية من حصول امور ليست بالحسبان  قرر سي حوّاس التعجيل بالزواج واستسلمت صفية لسكين الجزار ..فلم يكن لها ولأهلها في هذا الامر أي رأي أو خيار .. وعملوا في القرية عرساً مشهوداً ..طبلاً ومزماراً و فرقة موسيقية ..وتزوج رضا ( الأهبل ) صفيه زهرة القرية النديّه....ورقص الجميع على جراح الضحيه... 

وللحديث بقيه !!





Share To: