ألفتَ صوته القوي نظري و قطعَ خُلوَتي مع نفسي أثناء جلوسي في قطار المدينة في يومٍ آخر...  عندما سمعته يقـول في نبرةٍ وحدها لا مثيل لها;  شــكــراً لــك...!!
إلتفتُ اليه،  فعرفته أنّه بطل قصتي "الرجل الذي صعد الى القطار" إلا أنني آثرتُ ان أتجاهل ذلك وقلتُ متظاهراً بالدهشة؛   علَام الشُـكـر يـاسـيـدي!!؟ 
ـ ردّ قائلًا؛  ألا تعرفني!! 
ـ قُلت؛  السؤال ليس كذلك، السؤال هل تعرفني انت يا سيدي؟؟ 
ـ قال؛  بالـتـأكـيـد...  أنت كاتب قصتي، قد سمعتها بالصدفة وانت تقرأها في إحدى برامج الإذاعة ليلاً..! 
إنشرح صدري و نِمتُ نوماً هادئاً لأول مرة منذ فتره طـويـلـة.. 
ـ وكيف عرفت يا سيد أنّي أنا كاتب قصتك؟؟! 
المفرُوض ان يعرف الكاتب بطل قصته،  أمّا ان يعرف البطل من هو كاتب قصته،  فهذا هو الغريب في الأمر!! 
ـ لك الحق فيما تقول يا بُني ولكنني شعرت عندما، إلتقينا لقاءنا العابر في القطار المرة الماضية ،احسست وانا ٱحادثك أنك لست كالآخرين،  و ان في عينيك شيئاً مــا... 
و أن هناك ما يدور في أعماقك حتى عندما غادرت القطار وأنك لم تنسى أن تختلس لي نظرة سريعة ولكنّها كانت نظرة جدّ عميقة... قاطعتُه مكملاً كلامه؛  لـذلـك عندما استمعت للقصة قد عرفتَ بأن أكون أنا كاتبُها، ولابد، ان أكون انا..!! 
و صدّقني إن قُلت لك أن صورتك وملامحك وسط، الظلام الدّامس... عملٌ يستحق الـتـقديـر! 
كان القطار قد وصل الى نهاية الخط، فقُمت ٱغادره..  فقام بدوره يُصافحني و يشدّ على يدي بقوة و حرارةو إخلاص ثم قال لي؛  أما أنا سأغيّر مكاني بحيث يتناسب مع إتجاه القطار في العودة... 
ثم سمعته يتمتم بعدها في نفسه....  إذن...  هكذا... الى ماشاء. 






Share To: