جفت أبجديتي..
يا أمي!
تبعثرت حروفي والآنات...
والعويلُ في جوفي،
ياأمي..
يكويني..
والذكريات...
آااه ياامي منها ماأقساها..
أناظرُ وجهكِ مبهوت الملامح..
مغمضة العينين..
أوليس باكراً ياأمي..
لممتي الروحَ،
وأقفلتي على الأيام، في درفةِ الجوى..
غصني الرحيلُ ياأمي..
أربكني، هولُ المصَاب..
أغفو هنا طفلةً، 
وقف الزمانُ بها.. 
الطفلةُ الأولى... 
الوجعُ البدائيُّ، كنت أنا ياأمي.. 
توالت بعدها الأوجاع.. 
ظهرَ البريقُ ياأمي.. 
مؤلمٌ مرورُ الذكريات.. 
مرهقٌ.. 
والعينُ تبتكُ،
لا مناص..
جريانُ دمعها..
يحفرُ في الوجدانِ مزيداً من الجوح.. 
أمي!! 
قفي،
قومي.. 
البابُ مشرعٌ، 
ولستِ ورائه ياأمي.. 
ضجيجٌ.. 
صراخٌ، وجوهٌ وكثيرٌ من العويل.. 
والصوتُ فيَّ مكتومٌ.. 
ياأمي.. 
رحلتِ.. 
وورائك، عمَّ السكون.. 
ثيابكِ مكانها.. 
وسادتكُ والأنين باقٍ.. 
الكلُّ يرحلُ ياأمي... 
ولرحيلك أنتٍ.. 
مذاقُ الاختناق.. 
لرحيلكِ وجعٌ تعتقَ منذُ صرخةِ الآه الأولى.. 
لتطمئني ياحبيبتي.. 
سيبقى كلُّ شيء بموعده.. 
الجميعُ يتأقلمُ على الغياب.. 
لا مواعيدَ تُلغى.. 
سيحدثُ كلُّ شيءٍ باعتيادية.. 
الغائب الوحيد، أنتِ.. 
وفي العمقِ.. 
يرقدُ الوجعُ متظاهراً بالسكينة.. 
منتحلاً صفات النسيان.. 
لكن ياأمي.. 
كيف ننسى.. 
أخبرينا؟! 
كيف ننسى، والوقتُ 
كان يحتملُ
البقاء.. 

نادين الشاعر
٢٩/١١/٢٠٢١






Share To: