بقلم:انصاف الماجري

نسجت رواية"مدينة النساء"بلغة شعرية قوامها الإيقاع والسجع...
الى جانب الاسلوب الطريف،المشوق الذي يقوم على التكثيف،فالراوي متعدد في مدينة النساء والقضايا مختلفة.طرحت بعمق فلسفي
فالمؤلف الأمين السعيدي ينهل من جل المعارف والفنون فانعكس ذلك على نصه فاخرج اخراجا فنيا طريفا...
يراوغ الراوي في مدينة النساء المتقبل،فتخالف الأحداث توقعاته وتصورته وتتعدد الشخصيات لنتتج لوحة فنية طريفة قوامها الابداع في الطرح والأسلوب واللغة...
الشخصيات في مدينة النساء تتراوح بين الخير والشر كنتيجة طبيعية لواقع الانسان الذي يتصارع في ذاته هذا الثنائي وينتصر في الأخير ذلك الجانب الذي نحتته الاسرة والمجتمع والبيئة
فشخصية "صفوان"تمثل وجه النضال وعشق الوطن والأرض والناس وتشبهه في هذا شخصية"فاطمة"حبيبته التي تعشق الأدب والفكر والحياة ولكنها لا تستهويها السياسة عكس زوجها صفوان أما شخصية "عبودة"فقد انتصر في داخله جانب الشر بتأثير عمله كمفتش للشرطة 
وزوجته"رباب" التي تدفعه دفعا عجيبا الى التوحش 
في حين تمثل شخصية"نوة"المرأة الضحية نتيجة الفقر وتشبهها شخصية"عبد القادر"الذي اهملته السلطة فكان ضحية نضاله
أما "محجوبة" فقط قتلتها العاطفة
في حين كان"ماجد"ضحية السلطة والخيانة معا
وكان انور مفتش الشرطة رمزا للشهامة وحب الناس والانتصار الى الحق وكانت "شهناز"ضحية الحب والجنس معا
في حين كانت شخصية"العجوز السورية"ضحيالفة الحرب والصراع من اجل السلطة...
مدينة النساء للروائي التونسي الأمين السعيدي ملحمة ادبية تعيد تشكيل الواقع بنظرة فنية واسلوب لم يسبقه إليه أحد.






Share To: