سنظل نستوطن الجحيم، ولن نتجاوز بؤس الظرف الحضاري الراهن، مالم يكن الشعراء هم قديسوا هذهِ الامة، ومرجعها…
فلاسلام، ولاثورة، لاعدالة، ولاحياة، لُأمةً تُدرجْ شعرائِها في الهوامش، ويقود مصيرها "الساسة ورجال الدين.


كل امة إنتهت إلى تباب المجد، تحررت من شظايا الدجل والكهانة، عبرت إلى ضفاف الامان والحرية، وضخت السلام بوجدان شعوبها.. كان "الشعراء" هم روح ثورّاتُها، هم من رتب وهندس نفوس الشعب، وعوالمهم الداخلية على كل الافكار المجيدة وترسيخها اعماقهم.


اليوم وبالصدفة"، وجدت :الاستاذ بشير المصقري ، الحاصل على جائزة رئِس الجمهورية للشعر٢٠١٠… بعد بحث حثيث عنه، اتى إلي هوا دون ان اذهب اليه.. اهداني نسخة من دواوينهُ "شذى الورطة" .."والفصول الان ثلاثة" هذا الاخير هوا الديوان الذي رمى بي في غياهيب الدهشة…… ، اخذتهُ عازماً قرأة قصدية واحدة ثم اعود لأذاكر محاضراتي، فما أن اخذته حتى لم استطع فكاكة إلا بعد قراءته مرتين، لفرط جماله، واكتنازهُ الكثير من فخاخ الدهشة، ابتداء من البوح، وانتهائاً بالسخرية، والنزعة الفلسفية العميقة في ثناياهِ. ولن احدثكم عن باقي تفاصيل الدهشة، لأنها ستطول…
ولن احدثكم عن جمال الاستاذ بشير المصقري، وبساطته وتواضعه النبوي، لضيق المقام الفيسبوكي الذي لا يتسعه…


برغم ايماني الكبير بالشعراء، وعشقي اللامتناهي، إلا اني اليوم ازددت ايماناً بأن الشاعر هو الكائن الوحيد القادر على ان يفضي بداخلنا هواجس السلام والاصطلاح مع الوجود.
الشاعر فقط من يحرر الروح من قيودها، يطلقها من رتابتها ويعيد انسجامها مع الحياة بكل تعرجاتها.


وفي ذات منام، اخبرني ملاك، ان إذا علمت أن بمدينتكم شاعر فلا تتوانا في زيارته، لعلك تجد شيء من عبق الالهة لديه، لتمرغ روحك بشيء من انسام البراءة الاتية من لحظات انبثاق الوجود، حيث كل شيء على سجيته بريئً لم يفسدة الزمن. الزمن الذي يفسد كل شيء، النفوس، والمدن، يضخم حجمها ويجردها من البراءة، ينتزع من السكينة والامان، ولن تجد كل هذا المفقود إلا بحضرة شاعر.
قد يكون الحلم اضغاث لايكون اتى ملاك، قد اكون تعرضت لنزلة برد، لكن هذا ايماني المترسخ من الصغر، قبل الحلم، ودائماً.


منذ ان علمت ان ثمة شاعر قدير بمدينتا، حتى امسيت كالهائم، مضطرب الروح، وتعتريني شعور الغربة، والتوق، إلى شاعر بحجم وطن.
تمسكوا بالشعراء، وتدوا علاقتكم بهم، احتفظوا بهم، استلهموا العبر مما ينطقون، نصبوهم ملوك ع عروش الروح.. أعلوهم إلى حيث يستحقون.












Share To: