في حياة كل منَّا شخص نحبه... نعشقه.. نرغب دائماً في أن نهرق دمائنا عند قدميه... وتخفق قلوبنا طرباً عند سماع اسمه، أو حتى نشتم عطراً يشبه عطره... وهكذا يسري الحب كشعاع ذهبي ينير النفس، ويسمو بالروح كثيراً جداً...
أما بالنسبة لي فالموضوع مختلف... وربما غريب بعض الشئ... فأنا أحب فتاة، لا تبادلني نفس المشاعر.. تستطيع أن تقول أنه حب من طرف واحد.. ربما يشعر الرجل منَّا بأن كبريائه جُرِح، وأن مشاعره تتمزّق تحت مفرمة تلك العلاقات... بدأت علاقتنا من سنة تقريباً... رأيتها في مكان عام، وكانت جميلة جداً.. لا بمقاييس الجمال التي وضعها المرضى النفسيين من يعانون من نقص مزمن في نظراتهم للأمور، بل جمال انسكب في عيني جعلني أرى كل الأشياء جميلة... ثم استخدمت حيلة الكتابة، وكتبت لها مسرحية تدل على حبي لها، ولا أعرف لماذا قبلتها مني، إذا كانت ستفارقني... مرت الأيام، وأخبرتها بذلك السر، ألذي لطالما أخفيته بين ضلوعي ... ولكن إجابتها كانت أشبه باستجابة "كي" لفان جوخ حينما قالت له "لا، كلا، أبداً".. صعقتني إجابتها، وشعرت بأن صدمة نفسية عنيفة انتابتني، كمخَدَّر أفاق من خدره... وخفت كثيراً أن تفارقني، إذ كنت في المرحلة الأخيرة من سرطان الحب، فقلت لها أنني لست حزين، ولا غاضب إذ أنني أكره الفتيات اللائي يوافقن سريعاً.. أحب الذين يقولون لا... وهكذا استمرت علاقتنا... واستمر السرطان بتمزيقي... لا أحلم أن نعود، فأنا لم أعد استطيع النوم لأحلم، ولا أرغب في أن استكمل علاقتنا، إذ لا طاقة لي بذلك... لكني أحبها... وقد أدمنتها... أحبها كما يحب الشاعر أحزانه، وأحبها كما يعشق المخمور هلاوسه... وأكره نفسي..
Post A Comment: