في احدى القرى المجاورة كانت هناك عائلة بسيطة ، يتكون افرادها من فتاة قاصر ، اب ، ام ،جدة و اخوان ، كانت حفيضة كغيرها من فتيات قريتها تستيقظ صباحا تذهب لترعى الغنم ثم تعود للمنزل ظهر لتأكل رغيف خبز ثم تخرج لتلعب قليلا مع صديقاتها وتكمل أعمالها اليومية ، كانت فتاة صغيرة بشعر حريري طويل وعينين عسليتين و وجنتان ورديتين ، ضلت على هاته الحال محرومة من ابسط حقوقها حتى حقها في التدريس سلب منها لا لشيء الا لأنها ابنت البادية او الريف المنسي بتعبير ادق ، ليأتي اليوم الكابوس حينما وصلت الى سن الثالثة عشر حيث سيتقدم لها رجل اربعيني ذو بنية جسمانية قوية توحي بأن ساعده، ساعد فلاح يضل طوال النهار يشتغل ويكد ، اخبرها والدها بأنه قرر ان يزوجها له ، بدأت تتوسل اليه ليل نهار كيف لي ان اتزوج وانا طفلة صغيرة ، لا استطيع ، لا اريد ان اتزوج انني مجرد طفلة الا ان والدها كان قاسيا جدا وبدون اية رحمة أو شفقة بها اخبرها بأنه يتوجب عليها السمع و الطاعة و الا فإنني بريء منك لا انتي ابنتي ولا انا والدك ، تحت وطأة التهديد وفي ظل غياب أي قدرة على الرفض وافقت اخيرا .
ها قد جاء اليوم الموعود اليوم الذي ستزف فيه الى بيت زوجها او بالأحرى الى السجن ، كان الكل سعداء الا هي كانت شاحبة الوجه ، غارقة في دموعها  و خائفة من المستقبل المجهول الذي ينتظرها عندما ستذهب مع ذلك الرجل الذي لا تعرف عنه شيئا سوى اسمه.
لم تستطع أن تمنع ذلك الزفاف من الاكتمال فهو كان بمثابة جنازة لها ، وصلت الساعة السادسة مساءا جاء الرجل الغريب او بالأحرى العريس ليصطحبها معه ، ايقضها في الصباح الباكر لتعد له وجبة الفطور ، وجدت نفسها في منزل غريب عنها لا تعلم عنه شيئا لا تعلم اين يقع الباب الخارجي ، ولا حتى اين يقع المطبخ ، لا بل كيف لها ان تعد الفطور وتحضر الغذاء وهي طفلة صغيرة كل همها اللعب واللهو ،  وبينما كانت غارقة في افكارها وجدته يصرخ في وجهها ماذا دهاك اما زلتِ واقفة امامي هي اغربي عن وجهي حضري لي الفطور   ، حضرت له وجبة الفطور بعد شق الانفس لكنه ما لبث الا ان قال لها معاتبا اهذا هو الفطور الذي اعددتِه ، اهكذا تكون القهوة انها مرة وطعمها سيء للغاية كسوء الايام التي ستقضينها معي ، تسمرت في مكانها خائفة مذعورة من هول ما سمعت ، مرت الأيام والاسابيع  و الاعوام وهي في عناء و مشقة و صراع دائم حتى تشكلت عدة عقد نفسية لديها .
والان مضت خمس و عشرين سنة على زواجها الذي كان بمثابة حكم بالمؤبد عليها ، لكن الان الامر مختلف قليلا فزوجها الذي كان صعب الطباع قد توفي اثر إصابته بمرض الطاعون ، اما هي فقد اصبحت اما وابا تكافح هي واطفالها من اجل الحصول على قوت يومهم .






Share To: