هناك بعض القواعد الثابتة خُلِقت لتخرق، حينما تصطدم بها رغباتنا فَنُعِلن ثورتنا غير آبهين بعواقب التمرد.
لم أكن ذات يوم من هؤلاء الذين يدعون المثالية ولكني حرصت على أن لا يمسك أحد بأي خطأ عليّ، أدعي "ليلين".
استيقظت ذات يوم علي نغمات هاتفي التي لم تهدأ قط لما يزيد عن عشر دقائق. 
أفقت بتثاقل لألعن ذلك الغبي الذي يصر على ايقاظي باكرًا حتي في يوم العطلة، كان المتصل مخفي الهوية، فأجبت ظنًا مني أنه اتصال هام، ولكن ذلك الفحيح على الجانب الآخر أفزعني وأيقظ انتباه كل حواسي التي كانت ما تزال غائبة عن الوعي.
وفجأة دوت صرخة ثم انقطع الاتصال، لم أتمكن من العودة للنوم مرة أخري قضية بقية الليلة فقط كنت محدقة في ذلك الهاتف اللعين أفكر في الاتصال الغريب وتلك الصرخة، انتشلني من شرودي رنين هاتفي ولكن تلك المرة لم تكن مكالمة بل هي رسالة تحتوي علي صورة لمرآب سيارات متكوم به جثة تنزف دمًا، اسرعت بتبديل ملابسي وأخذت سيارتي وانطلقت أعلم جيدًا ذلك المكان فبذلك المبني تسكن جدتي، خِفت بشدة أن يكون أصابها شيء ما وأفقدها كما فقدت أحبتي سابقًا. 
حينما وصلت تأكدت من صف سيارتي وبدأت أتفقد المكان هنا وهناك ولكن لم يكن هناك أثر لشيء، اعتقدت أن هناك من يعبث معي فُعدت أدراجي إلى السيارة ولكني فوجئت برسالة أخرى خفق قلبي بشدة ولكن لم يأخذ الأمر بضع ثوانِ وكنت أحدق في تلك الشاشة بدهشة هناك من كان يقف خلفي وقام بتصويري من الخلف وأنا أنظر بتلك الزاوية ولكن كيف لم  أشعر، لفت انتباهي وجود تلك الجثة المتكومة أرضًا أمامي بنفس المكان فاندهشت لأني حينما كنت أقف وأتفقد المكان لم أجد لها أثر. 
ترجلت من السيارة مجددًا وتقدمت ببطيء وأنا ألتفت حولي، لم يكن هناك أثر لأحد، نظرت في الزاوية ذاتها التي كانت بها الجثة ولم أجد أحد، أضأت هاتفي وقمت بفتح الصورة الجدران متشابههة تلك السيارة بجوار الجثة ما زالت موجودة كما هي بالصورة، ولكن لما لا أري الجثة!. 
عقلي أصبح عاجز عن ايجاد حلول منطقية لما يحدث معي، قررت انهاء تلك المهزلة والعودة إلى المنزل، أدرت مفتاح السيارة وهممت بالانطلاق ولكن فجأة توقفت وترجلت ثم هرولت إلي الزاوية ذاتها وقمت بتشغيل الكاميرا الخلفية للهاتف الخاص بي فؤجئت بوجود جثة علي الأرض وبجوارها دماء وعندما اغلقت الكاميرا اختفت مجددًا ولم يعد لها أثر أعدت تشغيل الكاميرا فرأيت المشهد ذاته مجددًا أدركت لوهلة مقولة جدتي الدائمة لي بأننا لا نري كل شيء بل نحن أضعف حلقة في تلك السلسلة الكونية وعلي ما يبدو تلك الجثة أو ان صح التعبير ذلك الكائن ليس بشر. 
ترددت كثيرًا في الاقتراب وفي قرارة نفسي كنت أود أن أرحل ولكن شيء ما كان يتحكم بعقلي. 
اقتربت واقتربت حتي صرت أمامها جثوت على قدماي ثم بدأت أتفقده، كانت جثة لشاب غارق في دماءه جسده بارد كالموتي، لا أعلم لما قادني القدر إليه ولكي تأتيني رسائل بها صورته. 
فقط أعلم أن هناك ما يتوجب علي فعله ولكني ما زلت أجهله، وجدت يداي تمتد تلقائيا الي احدي جيوبه وتتفقده، كانت هناك محفظة ما تزال بجيبة فقررت تفقدها لعل أصل لهويته، بالفعل وجدت بطاقة الاعمال الخاصة به موجودة بها فعلمت منها أن ذلك الشخص يدعى "عاصم السالمي" لا يبدو ذلك الاسم غريبا على أذني ولكن لا أعلم أين سمعته من قبل، قررت تفقد المكان من حولي على كاميرا الهاتف لعل هناك المزيد من أشباهه وأنا لم ألاحظ وجودهم ولكن المكان كان خاليا تماما. 
جلست بسيارتي وأنا مازلت مثبته كاميرا الهاتف علي تلك الجثة لا أعلم ما الذي يتوجب عليّ عمله ولكني كنت فقط انتظر قرار ربما أو رسالة من المجهول ذاته بها أمر ما، كيف سأنقذ شبح من الموت!. 
انتبهت لتحرك ذلك الشخص فهرولت له بدا لي في البداية غير مقتنع من وجودي وحديثي اليه، كانت هناك حالة ذهول غريبة تنتابه لم آبه لنظرات من حولي فقد ساعدته على النهوض واصطحبته بسيارتي الي المنزل  فالبطبع أنا لن أذهب للمشفي برفقة شبح لأطلب منهم فحصه، وهناك اعددت له كوب من المشروب الدافئ بدون أن أنتبه إلى كونه أثيري وما ان انتبهت حتي قال لي بصوت حزين. 
أعلم حقيقتك وحاولت التواصل معكِ لتساعديني لأصل إلي جسدي البشري انه في مستشفي ما ولكني لا اعلم. 
انها مهمة سهلة جدا ولكن ما الذي يقصده بأنه يعلم حقيقتي، أعتقد أن لا أحد يعلم بسري مهما كانت قوته. 
بالفعل انطلقت في البحث عن تلك المستشفي وبالكاد وجدتها لقد كانت تلك الغرفة التي يقطن بها جسده تحت حراسه مشدده ولكن سرعان ما ابتعد حراسها عندما لمحوني وسمحوا لي بالدخول التفت بجواري انا لا اراه  الآن ولكني واثقة انه برفقتي دخلنا إلى الغرفة وسرعان ما ظهر وانطلق نحو جسده وفجأة ابتسم لي عبر كاميرا الهاتف وسقطت دمعة من عينه ولوح مودعًا اياي ثم عبر إلى جسده مرة أخري. 
اعلم جيدا انه لن ينجو سيهلك غادرت بدون أن انتظر اجهزة الانعاش التي ستعلن وفاته بعد قليل ومكثت في منزلي عدة أيام مرت حزينة كئيبة علي وفاته كنت أشعر أن هناك شيء بداخلي خفت. 
تفاجأت ذات صباح بأحد يطرق باب منزلي بعنف وعندما فتحت كان يقف أمامي ولكن كيف؟. 
تجمدت الكلمات على لساني واكتفيت بابتسامة بلهاء في مقابل ابتسامته الجذابة تلك، كانت هناك الكثير من الاشياء التي يتوجب عليه الافصاح عنها لي وأولها من هو؟. 
ولما ظهر لي أنا تحديدا؟. 
وكيف نجا؟. 
استمعت بحرص وعناية ودُهِشتُ بشدة عندما اكتشفت أنه كان زميلي بنفس الصف وكان معجب بي في مرحلة ما من الدراسة ولكنه لم يجرؤ على الافصاح عن مشاعرة. 
أما لما ظهر لي لأنه كان يكن بداخله لي في أحد أركان قلبه حب صافي  فانطلق تابعه دون تمهل في طلب نجدتي لانقاذه. 
اما كيف نجا فقد أخبرني أنه شعر بطاقة الحزن التي كانت تسيطر على نظراتي عندما دخل إلى جسده فقاوم بشدة من أجل الحصول على حياته مره أخري وعاد لأجلي وأول ما فعله هو القدوم إلى والاعتراف بكل ما حدث. 
ربما يبدو الأمر غريبا على ثوابتي كيف لي أن استسلم واقع بحب غريب بث الرعب في أوصالي ولكني بعد فترة تعددت لقاءاتنا مازلت أذكر ذلك الشعور الذي حرك قلبي نحو الهاوية عندما التقت عيني بعينك فانتحر عقلي معلنًا فقدان السيطرة.






Share To: