الرجولة عنوان شامل لمؤلف الحياة :
كلما جالست إمرأة حدثتك على خذلان حبيب أو أخ أو قريب، بإسم الرجولة...يتحدثن في صمت...و ما أعنف هذا الأخير حين يدوي...نعم، ما أصعب الصمت حين يعبر عن المسكوت عنه...تحت مختلف التسميات و بسبب كل الإكراهات... و نتيجة كل الطابوهات...
إسم بطلة قصة أيامنا الأممية، هاته المرة: سناء...نعم سناء، الأستاذة الجامعية، المتألقة و الجميلة والطيبة...أم لثلاثة أطفال: شاب عشريني و مراهقة كلها حلم و أمل و سهى آخر العنقود...تزوجت، سناء عن حب برجل من الساحة النضالية بعدما شهدت جنبات الحي الجامعي بظهر المهراز، وعود إلتزامهما...التي لم ينزل بنودها على أرض الواقع، سوى سناء الطيبة...نعم، هي فقط من كانت وفية لهمسات القلب و قواعد الإحتكام لبوصلة العقل، التي حبست أنفاس كل نساء مواليد الستينات...لأنهن، ناضلنا ضد الفقر و التهميش والإقصاء السياسي، و نسينا النضال داخل البيت، لصون كرامتهن... كن بالفعل، نبض الإلتزام و الجدية و التضحية...طيبات لدرجة الثمالة... إنسانيات لدرجة الإساءة إلى انفسهن...بحيث، كان الأنا آخر همهن، لأن تربيتهن الآبيسية، سيجت إرادتهن و كبلت أياديهن بالطابو المرفوض داخل قناعاتهن و المفروض عليهن بأعراف المجتمع البالية...مع كامل الأسف، هن عاهة السكيزوفرينية الإجتماعية التي نصبت نفسها إماما لتدبير قراراتهن اليومية، التي كانت التضحية بالنفس من أجل الحفاظ على الكيان، المتآكل بنيانه بسبب كل ما سبق، أهم مرتكزاته...و اول شعاراته... 
المهم، دام الزواج أو بالأحرى عقد اللقاء، ثلاتين سنة، بالتمام والكمال...كلها تعنيف نفسي و إساءة...و تجريح و ضرب فالسيد الزوج(الرجل)... مدمن كحول...ضيع كل أمواله  على الخمر ...و مجون الخيانة و  الفساد و ويلاته و نسي مسؤولياته...و كلما، غاب عن وعيه جعل من سناء متنفسا لمكبوثاته...
و كلما إحتاج الأبناء دعما ماديا أو معنويا، كانت سناء هي المأوى هي الأب و الأم في نفس الآن و كانت المنقد  من لجج أحلك أيام النوى... حفاظا، على البنيان المتآكل و صونا للعشرة ككل بنات الأصول الطيبة...اللواتي كان الصبر يغار من صبرهن...لما تحملنه من قهر مزدوج...
إقتنيا الزوجين "السعيدين" بيتا للسكن، لإيواء أسرتهما، تكفل السي السيد، بمسؤولية أداء قرضه كتابيا و لم ينفذ من وعد إلتزامه، إلا ذاك التوقيع الذي أمضى به على العقد...فتحملت بذلك، سناء عبء الأقساط الشهرية...مجبرة و مكرهة...لكي لا يتشرد الأبناء في الشارع... بالإضافة، إلى كل مسؤووووليات البيت الأخرى، الأساسية و الثانوية...و ماأدراك ما مسؤووووليات البيت...ظنا منها أنها ستتقلد نياشين "الحدوكية التي تحولت إلى نياشين الصكوعية" في نفس الوقت و الآن.... 
ثلاثين سنة، و هي تجتر بؤس يومياتها من خلال النضال إلى جانب الكثيرات، اللواتي لم يجرأن على إماطة اللثام، عن وضعهن الإجتماعي المنكوب و مصيرهن الشخصي الموؤود لأن البيوت أسرار...و لأن الخصوصية، تفرض الإذعان مرة ثانية لقواعد الحشومة و طقوس المدلة، و إكراهات الطابو...التي اكتست صبغة، كل المبررات المزيفة...و كل التعليلات اللامنطقبة لإيهام الذات بالإقناع اللاعقلاني لقبول وضع المهانة المخزي...فسخرن صوتهن بالساحة النضالية لمناهضة العنف ضد النساء و فضح كل ما يتعرضن له ضمنيا بتبني حالات مماثلة...و الدفاع عن المرأة من كل الَمواقع...لعل هدير الشعارات بكل المسيرات قد يوقف نزيف آلام كل النساء...و مل أشكال الحيف التي تطالهن... 
للأسف، لم يكن مناضل ظهر المهراز، أو بالأحرى زوج سناء، في حقيقة الأمر سوى، رجل مغربي، عربي...تلقى تربيته البطريركية، بنفس القواعد و الضوابط الإجتماعية الرجعية المقدسة...بتراكماتها البائدة، لكنه ما شاء الله عليه، كان يبوح لها في كل اللحظات الحميمية، بأنه متيم بها لدرجة الوله، و مستعد للقتل من أجلها...و بأن السيد عنثر بن شداد يتصرف على تلك الصورة، لضمان ماء وجهه، و الحفاط على رجولته...!!! ؟؟؟ 
متناسيا أن الرجولة عنوان لمؤلف الحياة الزوجية، بكل تفاصيلها......نعم عنوان عريض، يختزل مسار كل تدقيقات العيش بثوانيه في ذلك اللج الكبيييير من المعاناة و الآهات...
الرجولة، ياسيدي، لاتتجسد في السب و الصهيل...و لا تتحقق بتعنيف المرأة أمام الأبناء و المجتمع و نعثها بأخبث النعوث و الأوصاف...الرجولة، سلوك يومي يضمن كرامة المرأة...ببوح رومانسي صادق...و بأدب حضاري سامق...الرجولة أسلوب حياة و صدق في المشاعر...و نبل في المقاصد... هي إلتزام بالشرف على إسعاد تلك الزوجة و الحفاظ على أمن و أمان اسرتك و بيتك... هي أن تتحمل مسؤولياتك و واجباتك...هي أن تكون القدوة و النموذج في الإحتداء...هي أن تكون زوجتك، علبتك السوداء و حبيبتك في مختلف السينين و الأعمار...و صديقتك الأبدية...لا منتوج تنتهي صلاحيته بإنقضاء المردودية الجنسية او الإستفادة المادية...الرجولة، ليست إرتباط إنتهازي بمصالح الأنا المضخمة، الجوفاء...إنها حضور فعلي في كل الأيام و الساعات و الدقائق و الثواني...الرجولة، هي همس في الأذن لا رفس بالقدم...الرجولة، هي أن تجعل من زوجتك ملكة مملكتك لا نموذج تسقط فيه كل نماذج نساء أهوائك و نزواتك...الرجولة، هي أن تعامل زوجتك بما تتمناه لأختك و أمك...و أن لا تجلبها إلى البيت كخادمة له...لتعيش انت بكامل الحرية، و تحاسبها لماذا لم تقوم بهذا العمل و لما لم  تنجز ذاك...
الرجولة، هي تحفيز و دعم وسند لتلك الزوجة...هي عطاء معنوي أكثر مما هو مادي بسخاء... هي جبر للخواطر...و تقدير و إحترام أبدي...لأنه في إحترامك لها إحترمت والدتك و أختك و إبنتك...لأن المرأة يا سيدي، كائن إنساني.... كثلة من المشاعر...عقل و لحم و دم...فهي ليست، كائن من الدرجة الثانية أو آلة عمل لامتناهي أو مصير عبودية متماهي... 
الرجولة، ليست، شعارا سياسيا فضفاضا، أو أغنية، تجتر كلماتها...كلما رددت دوما أغاني الشيخ إمام أو ناس الغيوان و يتم تناسي مضمونها الحقيقي...في أول تصرفاتك البطريركية...
تعذر على سناء الإستمرار، في التضحية، و لعب دور الزوجة السعيدة، في ظل واجهة النفاق الإجتماعي...التي أثثت كل أركان تنفسنا اليومي لدرجة التقيء... فقررت الطلاق...لتكون هي و لا أحد غيرها...لأن الحياة إستحالت مع ذلك الزوج اللامسؤول...الذي تحول بقدرة قادر، إلى وحش كاسر، لمجرد سماعه بالأمر فحول أيامها إلى إمتهان و تحقير، و إستفزاز و مكائد...لأنه حسب عرف المجتمع "الرجولي".. لا يحق للمرأة أن تبادر بالطلاق...لكن يمكن للرجل، أن يقرر الإنفصال عن الزوجة متى شاء...و توقيف العلاقة، متى شاء...و الزواج بالثانية و الثالثة و الرابعة متى شاء...و أن يهين المرأة متى و أينما و كيفما شاء...و كل ذلك فقط لأنه "رجل"....نعم فقط لأنه "رجل"... 
المهم، تطلقت سناء، و حظيت بدعم الأبناء...و لازالت شراكة البيت، هي نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في أجندة علاقة ثلاثين سنة من الصبر، كانت حصيلتها: إصابة سناء بالسكري الحاد و نوبات الأعصاب الخطيرة و عدم القدرة على النوم...إلا بعد إستهلاك كل منومات كل الصيدليات أما الأبناء:  فحليم الإبن أصبح مدمنا على الكحول و كل أصناف المخدرات و يعربد صباح مساء، على شاكلة الأب "النموذج"...إنقطع عن الدراسة...و أصبح همه الوحيد ممارسة الرقابة و التسلط على أخواته...اللواتي حمدا لله...كن مجتهدات في دراستهما و يحصلن على نقط جد مشرفة...المهم، من خلال القدوة، ضمنت "الرجولة" إمتدادا...و إستمرارية، فلا تنزعجوا مجتمعنا البطريركي مستمرا...ما دام السكوت جاثما على افواههنا...و عرف الحشومة، قاتلا لكل متنفس للحرية و معرقلا لكل مسيرات الكرامة الإنسانية... 
يا نساء العالم ثورن على قبح الإستغلال و الإستبداد...و كن انتن المحور و الأساس... لانكن الأصل في الوجود
لك مني سيدتي اينما وجدت ، كل التقدير و الإحترام...
كفى عنفا ضد النساء. 







Share To: