تحتل اللغة العربية مكانة راقية  بين أخواتها ،مما يجعلها تحمل تاجا ،فتتربع ملكة على عرش الهرم،لكن رغم أنها تأسر القلوب بكل المميزات والسمات التي تتسم بها إلا أننا  نجد أن أصحابها يحاولون التخلص منها  بشتى الطرق كأنهم يتخلصون من وصمة عار تلاحقهم ؛فما تداعيات ذلك ؟وما تجلياته؟وما الحلول الممكنة ليتم التصالح ويحل النزاع  ؟كانت لغة الضاد مصدر فخر للناطقين بها،فكانوا يحملون لوائها أينما حلوا وارتحلوا،لكن سرعان ما تغيرت أحوالنا لنلاحظ نفورا منها ومن الاهتمام بتعلم علومها ،فلم نعد نستغرب عندما  نرى شخصا يرتكب جريمة شنعاء في حقها فيغتال أحرفها بلا خجل أمام مرأى العالم،حتى أضحى ذلك أمرا عاديا بيننا ،بل انعكست الآية لنستغرب  من حال من يحافظ على أحرفها وننعته بصفات تدعو للدهشة والغرابة ،يكفي الآن أن تقرر تعلمها ليسقط وابل من الانتقادات فوق رأسك،من منا يستغرب الآن عندما يرى ذلك الاختراع العجيب:عربية مكتوبة بأحرف فرنسية؟ أي لغة تلك؟ أهاته لغتنا أين هويتنا وتاريخنا؟ اقتلعنا هويتنا من جذورها ،بعنا كنوزنا بلاثمن ، وابتعنا "الرداءة والسفاهة والتفاهة والبلاهة .."
صرنا نرى التقدم في التخلص من كل ما كان يميزنا،تخلصنا من اختلافنا ،سعينا مهرولين لنتبعهم  كالقطيع ،فقدنا الثقة في تاريخنا، حلمنا أننا سنصير مثلهم، سنشبههم، بعنا أنفسنا بأبخس ثمن..أما هم يشترون الآن مارميناه،يعانقون لغتنا ،يتعلمونها ،يقرون ويؤكدون مانكرناه ورأيناه تخلفا يعيق تقدمنا وازدهار بلداننا...بربكم أي تقدم ذلك الذي يجعلك تمشي تائها ،تتفاخر بترديدك لكلمات أجنبية بين الفينة والأخرى ؟ أي ازدهار ذاك الذي يجعل أحرف القرآن غريبة عنك؟ أين التقدم في أن ترمي بهويتك على قارعة الطريق  وتحمل هوية أخرى لاتتناسب مع مقاسك ؟!تهنا في عوالم لاتشبهنا وأضحينا نتهم من يدافع عن لغتنا بصفات قدحية كالرجعية والكلاسيكية،أي اتهام ذاك الذي يجعلك تلوم بني جلدتك على رفعهم لمشعل هويتك؟ ...إننا بحاجة إلى أن نعود لرؤية إنعكاس ذواتنا على المرآة،لننقب في  دواخلنا عمن نكون،لنتصالح من جديد مع تاريخ بات يحتضر ومع هوية غائبة حاضرة في حيواتنا،لابد أن نعيد صرح نهضة  اختفت في متاهة   "نحن وهم" ،لابد أن نبني من جديد عشق الضاد بدواخلنا ،لا بد أن نفخر بهوية وتاريخ أقوى وأرقى وأنقى من أن ينكره العيان ....
 إننا لا نقزم هنا من دور الانفتاح في ازدهار بلداننا العربية لكننا ندعو إلى ذلك الانفتاح الذي سيضيف أشياء لنا وليس ذاك الذي ينفي تاريخنا ويطمس هويتنا ويجعلنا ممسوخين ومتجردين من مميزاتنا ..








Share To: