أمشي باتجاه الموت
وليس في الحكاية أجنحة تحملني
كما تحمل الفراشات ألوانها بلا عياء،
أنا المعتاد على النوم باكرا
أمشي لأنسى من رحلوا حاملين شهية كلمات
تَجُرُّني للبعيد، وفي البعيد أترك فمي مفتوحاً للهواء
لأطلق صمتي كلمات لا تعرف ما الموت،ما الشوارع المالحة من رائحة الصدى، من الغياب
أنتبهُ قليلاً
الآن
لعصفور يبني أحلام عشه على مئذنةٍ ظلها أطول من قامة الريح، من عنقِ الوداع .
أنتبهُ
حينما تُفرغُ الأيام حقائبنا
لتخدعنا بنصٍ يابس عن التجربة
وكأن التجربة صوت الدهشة
كفن الملامح الشاحبة
مقاعد الغرباء
وكأنها
مطر خَريفيّ، مغرورٌ، كشعراءٍ يُثمَلونَ على عُنقِ غجرية
تتعثر كالريح كلما قابلَ صحراء عارية من هزائِمِها
غجرية تهجرها الأصوات القلقة
وتُخرج من صدرها
ستائرا وقصائدا
مغرورة، حائرة ..
أمشي على مواعيد أزقة قديمة، وأسمعُ من التسكع قليلا من روائح البرد، كثيرا من خمر الحنين
وأفتح للقصيدة طريقها للفراشات
لمدينة تسكنني، أمشي بها مسرعا برجلٍ واحدةٍ تُبطئُ الخطى نحو قمصان القدماء المعلقة على آثار الحديث،على عطر الظلال .
أمشي لأعثر على باب خشبي ينتظرني واثقا
ينبت على أطرافه ذاكرة أخرى شاهدة على صوت الندم.
في المساء
لا انتظر القمر الصغير ولا كؤوس النبيذ
لكن في المزهريات
ينبتني الماء دون يقين
لأفرغ من يدي/ فمي، قصائدا قابعة في جوفي
تكبرُ كالعطش دون انتباه
كالحب عميقة
سريعة المشي والبكاء ..
أمشي على خطى الغيمات
غير مباليا للمساء،للصباح
للقمر والظلام
أمشي فقط ،لا أرى البرد ولا الماء
لكني أمشي، أجرُّ القصيدة
أدحرجها بصوتي الملئ بالشقوق
صوتي الذي خبأته
طويلا كشرخٍ لا أحد يرممه
كقصيدة تأتي قبل موعدها
وتكبر فجأة كأغنية
كانت ترددها جدتي ،ترددها لا ككل الأغنيات
كلما حان موعد الحصاد .
أمشي بلا صوتي
وأجلس
لأن القصيدة لم تعد قادرة على الحلم على المشي
والغروب حان
والمصابيح اشتعلت
والوقت ،ليل قليل الحلكة
والوقت ،نيست الوقت
لكني أتبعك حيث لا أحد يعرفني
أمشي
مفتوحاً على القصيدة
على صلاتها
وأتوغل في الريح
لأصطاد لحظة واحدة
تسقطني أنا أيضا
على ورقتي الأخيرة
لأعثر على حبر
على قصيدة تشبهني بلا خطى الانزياح
بلا خطيئة الشعر
أمشي لكنني أترك القصيدة هنا
حيث لا أحد سواك
أنت ..
وليل يلامس أطرافه على مقعدك الخشبي
ينتظر مثلك ،مثلي حقيقة الهزيمة
Post A Comment: