الشتاء ٱجتاح جبل القصبة  في شهر ديسمبر
بينما كنت أتجول لوحدي تحث  غابات الصنوبر
حيث فاحت  عطور الروز ماري و  الخزاما و كذلك الصعتر
و بينما صار  مزيج عطر التراب و عطر الفطر في أنفي يسحر
و الماء في بطن الوادي بقوة  يتمختر  يدردر
في ذات يوم كانت المعز ترعى العشب في الغدير و لطعامها  تجتر
لكن المطر أعلن الرحيل و عليها تجبر
و كذلك الثلج  الأبيض للأنوف  أزكم
 و لأفواه  الجبابرة أبكم 
 فلاذوا إلى بيوتهم بين النار و الحطب  في ضجر
فلا أحد غيري هنا  يمر  يرقص و يعبر  ، لا أحب  التقهقر 
إلتجأت القنابر إلى أوكارها و كان هناك صمت يقتل فيها يكبر
حينها مرت الثعالب من أمام قدماي تريد الٱختباء في غار تحث الحجر
و كوادر الغزلان  البنية بين أوراق الشجر لخوفها تبتر
هنا الخوف صار للألف يتكرر 
و الفرح في هذا الجو ضمير مستثر
كان و أمسى و أضحى  يتضخم فاتحا فاه يزمجر
تحث معطفي جسدي ٱهتز فيا يتفجر
و  نبضي  متسارعا صار في يخبر 
حيث صوت الرعد في أذني ينجر
يحكي لي بأن في هذا الجبل يعود يلمع حب  متحرر
حيث هناك  قبرا تحث أشجار الصنوبر
و أوحي إلي أن هنالك روحين جميلتين يارا و روبير
يريدان أن يحكيا لي أسطورة حبهما فجر و بحر
 و هما بقربي إلي ينظران بفخر
 و قلبي   ينقبض و بتوتر
و لكنه كان عازما على السماع  لهما
فإشتغل يترجم  و في قصتهما يمخر
و علي أن أجلس على رابية حجر 
و علي أن أستمع  بعمق  علي أن أكون ورقة و ريشة و حبر
علي أن أؤمن  بإحساسي المرهف 
و على دمعي  أن يعلن المطر 
ستكون جلسة محاكمة  قصائدا  شعرا
 وفي هدوء علي أن ألملم حزني و فرحتي في شُوال الحب
أعدا عدد القوافي و مفردات الفرح و معاني العشق
علي أن  أحكم و أتدبر
ففي أول شهر ديسمبر ،  
حينما يلف الضباب المكان و يهطل المطر
تغني  أغانيها الحزينة  غابات الصنوبر
و بها تثمختر الريح فتهرهر
تدرك الغابة أن لابد تخليد قصة الجرح  النادر
فتريد للكل أن يستمع  و يبكي بفخر
 و يصطبر على قصة العشق القاتل الفاخر
الحب كان هنا 
كان هنا....في ذات قرون 
جمع بين قلبين  و الكل عليه تجبر و تكبر
حيث كانت القلوب حينها تلسع  كالزنبر
رسمت قصتهما بلون الدم لا بالحبر 
و لا بالألوان و لا بالعطر
 بأرواحنا علينا  أن نعتبر
هنا اليقين هنا المأساة هنا كان أحزن الخبر
يارا و روبير قصة عشق جبارة ،ٱنتهت بالإنتحار
في  ممر المخطوبين بجبل شاركيرا ،
حين حكم عليهم القوم بالهجر
فإختارا الموت  معا تحث نور البدر 
في أول الفجر  ،كان الإنتحار و نفذ  الأمر
هي أسطورة يارا و روبير أسطورة حب  لا تتكرر
 هنا في غابات الصنوبر ،في شهر ديسمبر 
تحتفل الغابة  بحبهما بثلج و بمطر 
 بين لغة الفطر  و الروز ماري و الصعتر .







Share To: