أُنادِيها أيا حوراء حارتُنا، أعيريني ببعضِ الكَلْمِ كي أسمع
تُناظرني بنظرةِ يأسٍ تبرهن لي بأني في ناظرها صبيٌّ شكله أخرق

أحاولُ رصفَ كلماتي فأُعيد السرد في عقلي ليتها هكذا تنفع
أُباشرُ في ألاعيبي وأُهديها إحدى قصائدي الألمع
تُلقيني ببرقيةٍ رثه بداخلها أنا خرساء حارتكم وجارتُكم ولا أسمع

حاولت تعديل أقاويلي ليتها تشفع
أنا آسِف، أنا أحمق لكن عند رؤياكِ كدت أفقدُ المنطق

تعاتبني بعينيها وتزرفُ لؤلؤًا يلمع وتسجن قلبي الأخرق
تأسفتُ مرةً أخرى حاملًا في حناياي حُزنيَّ الموجَع

رفعت رأسها فجأة فرأيت فاهها يلمع 

 فتحول قلبي لحاني عوضًا عن ذلك الأجشع
أأبكي من ثغرها الألمع أم أجاري محيط أحزاني وأغرق في غرامِ الدُر في مصرع 
أخذتُ زفرةً كُبرى وتخليتُ عن أصولِ القول في بسمة وجهها الحاني 
أعود أعاود في وعودِ الحب أتصرع وتعود تعاود الذكرى تردُ بأنملٍ دُره وما ذنبي إن لم أسمع؟ 
أُسائِلُ قلبها الدُري في كنفٍ أنا قاسي؟ 
قسوتُ عليك في المسمع؟ 
جعلت سماع صوتي الأجهش غرامةُ طبُلكِ المنسي! 

تُدَلي رأسها حزِنه... 

ظننت بأنني مغوارٌ كنابليون في القوة سأفوز بقلبها عُنوة
تُكاتِبُني بأسفل ثوبها الفضفاض، بسنِ قلبها المبتور أريد أن أُراويك قصة أخرسٍ فأسمع... 

إسمع وقع أقلامي على القِرطاسِ والمِهجع
ورُد بقلبك المكنون، لا تخدع نفسك الطفلة بأنك في ثنايا الحب لا يغرك صوتٌ ولا مسمع
لنكسر هذه الجرة ونخرج صوت عصفورٍ يغرد فوق زيتونة تداعب قُبةُ الأقصى

يجول صَوتي شوارع بيرُوتًا ويلقي تحاياه لسُوِريا مرورًا بحوضِ رسلونا الأشفع وأُرسل في تحاياهُ لرام الله أنكِ حُرة 
ويعود إليَّ ثانيةً فأقذفه بقنبلةٍ من الورد إلى بغداد مُعلِنةً صوت الحق في الخرطوم مرورًا بطرابلُسنا لتخضرَ
يجول شوارع أمدرمان إلى كنعان ويثرِبُنا تلقاهُ بتحايا الوُد والتقوى

أشارت مرةً أخرى لفم الحق كاتبةً 
يؤرقني كونني خرساء، فلا صوتٌ ولا مُنية
 أريدُ صداي أن يُسمع في غزةٍ مرة ويقفزُ قفزةً حرة يقابل جندُ الله في بلادِ العُرب أشملها 
يواكب موكب الثوار في السودان مرورًا ببلاد النيل ليُسقط بيدقًا أخرق
 
أهاتف ليلة العُشاق... 

أنادي شتى أوطاني لكي تسمع...

أقاطعها، أنا آسِف

ردت مرةً أخرى في قرطاسها الأزرق بلا تأسف
لك الحق في أن ترضَخ، أرى فاكَ يتحرك ولا أعلم بما ينطق
أحاول فهم كلماتك ولا أنجح، وسيبقى سؤالي التالي...
أستبقى فوق أحزاني لتسمع أنين صمتي السامي!
أستجعل حبنا يبقى كما قيسٌ جُن بِبُعدها ليلي!

كتبتُ في طرفَ جُلبابي الأبيض
أنا في حكمك مُجبر فلا قيسٌ ولا عنتر ولا خالد ولا هتلر
وأنا المحكوم بالطاعة ولكِ الملكوت والعسكر
فلا لغةٌ ولا كلِمٌ ولا حتى لهجة العُجُمِ تضاهي ثغرك المُسكر
أنا الأخرس، أنا الأخرق، أنا من في الهوى يتجرس
فلا رسمٌ ولا صوتٌ ولا حربٌ ولا سلمٌ ولا كلماتُ إعرابي لها جرسٌ تضاهي صمتك الأعظم.







Share To: