هكذا قد عبر الشاعر الكبير أحمد شوقي عن قدر وقيمة العلم والمعلمين، لكن للأسف الشديد نجد أن بعض الطلاب لم يُلقنوا بمثل هذه العبارات من قبل، حيث نجد أحد طلاب مدرسة المكمورة الإعدادية المشتركة - التابعة لمنطقة سيدي شحاتة بمركز كفرالدوار - محافظة البحيرة، قد قام بالتعدي علي مُعلمه أمام بوابة المدرسة.طالب يبلغ من العمر 15 عاماً ويدعي(م. ر) تعدى علي معلمه البالغ من العمر 57 عاماً ويدعي (ص. ن) والبالغ أيضاً من المكانة القدر و القيمة والتقدير والاحترام الكبير. حيث كان معروف دائماً بين جيرانه وأصدقائه وزملاء عمله بالخُلق الراقي وأنه شخص  ذو مبادئ حيث يتمتع بالنبل والشهامة، الصدق والكرم. هذه الصفات الطيبة التي طال ما حلمنا بتواجدها لدي جميع أفراد المجتمع. ولكن علي النقيض نجد بعض الصفات السيئة تتواجد عند البعض مثلما وجدنا عدم الإحترام عند هذا الطالب الذي تعدي علي معلمه الذي يعلمه وينشأه لكي يكون الدرع الواقي للمجتمع ومن حماة الوطن فيما هو مستقبلاً.. يا لها من كلمات تُكتب لا يستطيع العقل تصديقها ولا القلب التسليم بها او تقبلها،، ما ذنب هذا المدرس الفاضل ليستحق ذلك التصرف السيء من أحد أبنائه في بيته الثاني. حيث نعلم طيلة حياتنا أن المدرسة بمثابة البيت الثاني لنا، وأن المعلم هو الأب الثاني للطلبة والطالبات، وحدث ذلك عند قيام المدرس بمنع هذا الولد من التعدي علي فتيات المدرسة وعدم مضايقتهن، ولكن عند قيامه بدوره الأبوي والرجولي هذا قام الولد بضربه وإلحاق الأذى به مع إحداث إصابات له بالوجه. ثم تلقت الجهات الأمنية بمديرية أمن البحيرة اخطاراً من مركز شرطة كفر الدوار بهذه الواقعة، حيث قام المدرس بتقديم بلاغ بالتعدي مُتهم فيه هذا الولد بذلك ، ثم تحركت فوراً وباشرت تحقيقاتها ثم أحضرت هذا الولد وقامت بالتحقيق معه فلم ينكر أي شيئاً مما نُسب اليه، كما اثبت الطب الشرعي في تقريره المبدئي حدوث العديد ومن الخدوش (خرابيش) بوجه المعلم،. وتم تحويل المحضر للنيابة واخطار مديرية التربية والتعليم لكي تتخذ الإجراءات اللازمة، لكن بعد ذلك سيطر الشعور الأبوي لدي المدرس عليه، حيث قام بالتنازل عن حقه خوفاً من أن يضيع مستقبل هذا الولد. لقد أدهشنا الأستاذ الفاضل بكرم أخلاقه وما هو إلا شخص يستحق منا جميعاً كل الإحترام والتقدير وخالص الشكر. 
هنا يأخذنا المنطق للتساؤل عن شيئين: أولهما إذ لم يدافع المدرس القدير عن هؤلاء الفتيات فما الذي كان من الممكن أن يلحق بهم من أذي؟ فمن حسن الحظ تواجد هذا المدرس القدير حينئذ،، هنا لابد أن نقدم له جزيل الشكر والتقدير والآمتنان.. أما عن التساؤل الآخر فما هي النشاة السلوكية والتربوية التي نشأ عليها هذا الطالب ليكون بهذه الأخلاق؟ أو ما الذي جعل منه شخص منحدر الأخلاق؟ هل الأجواء المنزلية أو الأسرية الغير سليمة أم هي بسبب الصحبة الطالحة أم هي مزيج منهما معاً؟ نجد ان هذا الولد من أسرة ميسورة الحال، اعتاد كثيراً علي الرفاهية والتدلل وهذا ما جعله مُستهتر وبهذا يجب علي بعض الأهالي أو أولياء الأمور أن تتلقي أهم الدروس الخاصة بمبادئ التربية السليمة بالإضافة إلى أن تتلقي هذه الفئة من الطلبة ومن يحتاج إلي تعاليم  خاصة بالتعديل السلوكي حتي لا تنتشر العادات السيئة بين أبنائنا وحينئذ تكون خيبة أمل بالغة لمجتمعاتنا العربية، ونتمني من الله الهدي لهم جميعاً..






Share To: