حسبي من الشعر أني صنت ما خانوا
ولم أهن يا بلادي مثلما هانوا
حسبي من الشعر أن الحس جرجرة
بين الضلوع وأن اللفظ بركان
حسبي وقد صمتوا أني نطقت بما
تهتز من أجله في الجو أركان
الرعد لي كلم والبرق لي نظر
يموج بعدهما للشعر طوفان
والسمع أرهفه حتى تشنفه
من الوجود مقامات وألحان
من جاش قلبه بالوحي المقدس لم
يحفل بمن قولهم زيف وبطلان
تركتهم لخسيس ظل يكرمهم
وهو العليم بأن القوم عبدان
خروا له سجدا والخوف يلبسهم
فليس للقوم هامات وأذقان
الجبن عبدهم دهرا وقيدهم
هم كالخرافة لا بانوا ولا بانوا
هم في الروايات أشخاص نضيق بهم
ذرعا ويغمرهم في البال نسيان
هم الطبول هم الأبواق هم فئة
تبرأ البوح منهم حيثما كانوا
حسبي من الشعر أن الشعر مفخرة
تاج به هامة الأحرار تزدان
حقيقة الشعر يرقى المؤمنون بها
وتستقيم على الهامات تيجان
حر المنى أنا والتاريخ يشهد لي
أني إذا فاخروا بالشعر سلطان
لا بارك الله في حرف بلا شرف
يحيا وحظه في التاريخ إذعان
هل شاعر من يحض المجرمين على
تشريد من عضهم بؤس وحرمان!
هل شاعر من دعا للحرق وهو يرى
أن الضحايا أوان الحرق صبيان!
هل شاعر من تشفى ذات مجزرة
سنت مداها كأن الناس خرفان!
لا ثم لا ثم لا بل ذاك طاغية
لا ثم لا ثم لا بل ذاك شيطان
Post A Comment: