طالما نَعَتَنِي الآخر بالفاشل فنسي أن الصّد منيعا بقدر صور برلين، طالما خدعه لمعان بريق الذهب المزيف، بين الفينة و الأخرى ينخدع بسهولة هَيِّنَة فيكون صيدا وفيرا للعرّافين، يستسلم بلا سابق إندار أمام مكر الكُهّان،يرفع الراية البيضاء أمام الظواهر البئيسة التي تنشب أظفارها مواجهة حياة الطفولة، فتحدث خدوشا على وجنتيها "اللطيفة". طيب يا صديقي سأتقبل قدحية المصطلح بصفتي فاشلا: هلا منحتني فرصة لأوضح لك لماذا أتقبل و أعترف بأنني فاشلا؟ فعلا يا عزيزي أنا فاشل لدرجة أدنى من آخر عدد سالب، ولكن إذا تعلق الأمر بمحاربة أي شيء تافه غزى أو يغزو دروب مجتمعي الصغير، فعلا فاشل لأنني حاولت مرارا و تكرارا و انتهت المحاولة منذ نقطة الإنطلاق، انتهت جولة التسعين و تصافحا الخصمان فانعقد الجمع ثم حضر كل مناصر للتفاهة  إلا أنا. رغم ذلك لم يندرني القضاة، لم أتلقى أي بطاقة صفراء منذ قطنت برحم أمي، مسيرتي خالية من أي وحل عسير، لكن عليك أن تدرك بأنني لست طيبا كما يبذو لك، عليك أن تعلم أن طيبوبتي لن يتذوق مرارتها إلا من خاض معي معركة ضد الوجد الأليم. هكذا أنا! ملزم بأن تتقبل مزاجي بعض الشيء أو طيلة أيام حياتك لا لشيء فقط لتنجو من ورطتك، لتنجو من عالمك المظلم، سأدفع ثمن أخطأك مرغما، سأفعل كل ما يريحك، حتى الرصاصة القادمة سأتصدى لها لتنجو لأنني لا أريدك أن تفنى أمامي ولا معي، لا أريد أن أموت مرتين لأنني منهك و ميت منذ اكتفشت سرك... لا أريد، لا أود، لا أحب، لا أرغب،لا ولا فلا ثم لا و ألف لا. 
عزيزي القارئ ! ربما انغمستَ قليلا و تاه تفكيركَ أعلم أنك لم تفهم بعد عن ماذا أتحدث و ماذا أرفض ومن الذي قصدت، اعذرني قليلا فقد فقدت السيطرة على الآلة الكاتبة، أعذرني يا صديقي ليس بوسعي أن أعيد ترتيب الحروف الهجائية كي تفهم القصد، صديقي! ألم ترى أنني فعلت كل شيء من أجل ضمير المخاطب (أنت) ؟ عد قليلا لوسط المقال سترى أن تضحيتي مع "الغائب" بلغت مداها الأخير، سترى أنني استشهدت و أنا أكتب له النصيحة الأخيرة، بل أكثر من ذلك يا صديقي لم أعد قادرا على إتمام أسلوب النفي (لا) مما جعلني أظن أن الألْف ستغنيني عن كتابة اللام و الألِف ( ل + ا =لا ) فنطقت بها قائلا: ألف لا.
ألم تفهم بعد؟ سامحني يا عزيزي لا أملك صبر أيوب عليه السلام كي أتحمل جحودك، نعم أنت جاحد! لأنك تفقه الحق ولا تنطق به، تدرك عما أتحدث فتتظاهر بأنك فعلا لم تفهم شيء، أعلم لماذا تفعل ذلك. ربما تود أن أسرد لك كي أمنح للمقال طولا، طيب سأحكي لك ما دمت وفيا لي ولكن ليس اليوم سنكمل في قادم الأيام.







Share To: