الكاتب السوداني طارق العربي يكتب قصيدة بعنوان "انا إنسانة"

ثيابك باليه ـ مُمزقه

من أنتِ

قصتي جميعكم يعلمها 

كان يجب ان لا اكون مشردة

كنت سأكون مثلكم وربما أفضل حالا منكم

خُلقت في رحم امي 

وخرجت وندِمت على الخُروج

تمنيت لو لم اكن 

ياليتكما لم تتقابلا تلك الليلة

لماذا لم تُغلق امي جوالها  

لماذا لم يمنعها خالي من الخُروج

وجدتي اين كانت وقتها وبنتها ذاهبة للرزيلة

احتضنتى براميل القمامة

وعواء الذئاب هي رفقتي

اشرب البرد ودموعي ربما

قلبي شُغف بحب امي القاسية

مُتلهفةً جدا لمعانقة ابي

اريد اسرتي اريد الدفئ

ممزقة انا  اوصاري متقطعه

على الارصفة قصتي ـ وعلى الطرقات

حين شهوة اتيت 

لقاء تحت مسمى الحب

وحين عار رُميت 

دون رحمة 

دون ذِمة

باعتني 

اُمي واشترت السِتر وسُمعتِها

وانا اريد سُترة للبرد

حُضنها وصِدق دُموعها

وما البرد وما الشرف

وما الإنسان غير آدميته

اين أُمي من كل هذه الفتيات 

انا ارتعش هَوساً

هل تصادفنا بعد كل هذه السنين

هل يمكن ان تكون قد اعطتني دينارا

لا هي ليست انسانة

لانها ألقتني على القُمامة

ربما هي تشتاق لي كقلب كل الأُمهات

وبين تساؤُلات وهمهمات ستتمخض الحقيقة

اتقاسم انا واخوتي من الايام بقايا طعامكم

نحن والقِطط سواء والكِلاب ايضا

لكن كِلاب البشر اعمق شراً وافاعيلا

نلتحف بعضنا من البرد 

كالدِروع الواقية 

وقصص لم تُخلق للسرد

يا ترى كم من شخص مِثلي

هل تحتفلون بأعياد الميلاد واعياد الحُب

بالله عليكم اتركوها فهي لم تكن فى شريعتنا

لا تجعلوا لها موعداً في حياتكم

فهي تهتك الاعراض 

وانا الآن واحدة من ثمارها 

كنت اتمنى ان اكون ثمرة قيمة في اعلى الشجرة

وكنت اتمنى واتمنى وضاع ما تمنيته 

ضاع اسم ابي 

ولم اجد اضلع اُمي

هذه هي قصتي وغُصتي

وبعضاً من سِياج حياتي

فمن انتم؟