الرسَالة الأولى
عزيزتي لورا أدركُ جيدًا أنَّكِ تقرئين رسائلي إليك، بعدَ أن أخذَ مِنَّا الدَهر ُحُلمًا أكبر وزمنًا طويلاً وابتسَم لفراقنا اِبتسامةَ منتصر، ٍدعيني أعترفُ لك اعترافات لم أتطرقُ لها سابقًا، -الإعترافُ الأول- ما زالت احتفظُ برسائلك التي كُنتي تنوينَ إرسالها إليَّ ولكن خجلك الزائدِ عن العادة والخُوف من تبديد الذكرى منعكِ من إرسالهَا، نعم أحتفظُ بالثلاث رسائل التي كنتِ تكتبينها بمزيجٍ من لونينْ (الأسود والأزرق).
أعلمُ جيدًا أنك مُتفاجئة، ولحظةَ الذهول تعتري وجهكِ الحسُن، ليسَ لأنني احتفظتُ بالرسائل، لا بل كيف تحصَّلتُ عليها وهي موجودة داخل الصندوقِ الموجودِ أسفل دولابِ أحجياتك السِحري! بمنزلك، لا أدري ربَّما أعطيتِني إياها وتناسيتِ عبر الزمن أو قمنا أنا وأختكِ بمؤامرةٍ ضدَّك، أو ربَّما أصبحتُ لصًا وسرقتها، أو الإحتمالُ الأصَح ربَّما أتانِي بها جِنِّيُ الحبِ لا أدري.
أعلمُ بأنك منذُ انفصالنا لم تفتحي ذاك الصندوقَ الذي به من الذكرياتِ ما بهِ، عزيزتي لورا الآن أقولُ لكِ لو أنَّك فتحتهِ لعرفتي بأن هنالكَ أشياء أخرى مفقودة من ضمنها تلك الرسائل الثلاث! عليَّ الإعترافُ لك : بأنني أحببتكِ أكثر بعد تلك الرسائل، وأدرك جيدًا بأن هنالكَ سببٌ آخر منعك من إرسَال تلكَ الرسَائل الورقية، ألا وهو -على حسب قولك- بأن خطَّك ليس بالخَطِّ الحسُن والجميل، واحيانًا يصيبك الخجل عندما اتصفحُ دفترك الجامِعي، حسنًا فأنا لا أنكرُ بأن خطَّك غير جيِّد وسوفَ أُقِرُّ لك بذلك عندَ الاجابةِ عن سؤالي! كيفَ لقلمٍ مسكين وكيف لحروفٍ حائرة أن تقفَ شامخة أمام سِحركِ وأمام رقَّة أناملك؟
-قُلتها لك ذات مرَّة في في كِتابي "28 خاطِرة من الألف للياء " في مطلعِ الكُتيِّب بأن الألفَ كان يقفُ شامخًا حتَّى رآك فإنحنى، الألفُ الجبار الذي يعتبر سيدَ الحروفِ ومبتداها لم يستطِع الاستقامةِ بين أناملك فأصبحَ ألفًا ليَّنة لاتقوى على فعلِ شئٍ، فكيف ببقيَّة الحروف؟
1:00PM
9.8.2021
#الفاروقــــي 🖋️
Post A Comment: