ها أنا الآن قادر على فعلها قادر على أن أكون أنا دون أن أخضع لشيء، في منتصف الليل سوف أودع هذه الحياة البئيسة تاركا ورائي كل شيء اخترت مكان مجهول بين الأشجار حاملا معي حبل يمتد طوله طول الألم والحزن الذي سكنني لا أحد يعلم ما أنا فاعله هذه الليلة تركت خلفي مذكرة وبعض من كتب على طاولتي.. سردت كل شيء بين طيات تلك المذكرة ولم أعد اخجل أن يحملها أحدكم وقراءتها بصوت مسموع على كل الحاضرين في جنازتي.. بعضكم سوف ينعتني بالمجنون والبعض الآخر بالجبان والنصف سوف يكفرني على فعلتي. لم أعد ابالي بكم افعلوا ما شئتم حتى أن أردتم أن لا توارون جثماني التراب وتدعونه معلق. صلوا عليا أينما تشاؤوا في المسجد أو في الكنيسة أو حتى في الخلاء في كل مكان يوجد الرب الذي سوف ألاقيه هذه الليلة.. ظلام دامس يبتلع المكان صوت الريح يوقظ بداخل الخوف من الاستلام يداي ترتجفان حاملة احداهما حبل المشنقة هل هو الخوف من مصير اخترته بكل ارادتي أم برودة هذه الليلة الموحشة ...صوت نباح الكلاب يملىء الأرجاء وكأنها تصرخ أنقدوا ابنكم او صديقكم حتى إن كان غريب عنكم اياكم وتركه ينال من نفسه .. مخمور على قارعة الطريق يردد كلمات مبعثرة يحاور نفسه. مررت بجانبه وكأنني لم أراه خاطبني قائلا بعد تجاوزه ببعض من خطوات مروا من هنا اناس قبلك يحملون الحبل بيدهم في كل ليلة تشبه هذه لكنهم عادوا خائبين منهزمين ليجلسوا بجانبي اسقيهم بعض من كؤوس الخمر ويروون كل ما بداخلهم لكن لحضك البئيس لم يتبقى لي سوى بعض اكواب لن تجد شيء عند عودتك لكن المكان مكانك مرحبا بك .... ترتسم ابتسامة خفيفة على وجهي اضحكني كلامه مما جعلني استسلم والجلوس بجانبه قبل ان ينهي قارورة الخمر ....
Post A Comment: