قصدت مقعدي في ذلك الركن الهادئ من الحياة، أتفقد أحوال قلبي، وأهدهد بيدي تلك الروح المثقلة، في يدي كتابي المفضل حيث الإبحار والإبهار، تحت تلك الأضواء الزرقاء وكوب الشاي الساخن الذي ارتدى برودة نفسي وأهداني دفء نفسه، تفقدت في سبات الضجيج كلمات ذلك الكاتب عن الفراق وكيف كان الحب، فجأه زارني طيفك متعبًا من بين السطور، جاءني متوسلًا، ألا تشتاقين، ماذا عن ذلك النابض بشقّكِ الأيسر، هل مازال يحملني بين طياته؟ هل تتفقدين أوردتكِ وأنتِ في دمي؟ 
رافقني الصمت فحال بيني وبين الإجابة، وكيف تكون الإجابة، لوم أم عتاب؟ ترانيم عشق وحنين، وقتها نبض قلبي نبضة ثملة، مثقلة اللسان وفاقدة الوعي، نعم مازلت أشتاق، مازال وتيني يهمس باسمك، وماكان مني إلا أشاهد تلك المناظرة العقيمة، ذلك الطيف الهزيل وهذا القلب الثمل رفيقان لضياع هذي الروح، وهنا اعتزل الصمت كلماتي، أطلقت ضحكة عالية، وقلت بسخرية تحضرني للمرة الأولى:
-ماذا بك يا قلبي ألا تفيق من خمر تلك الذكريات؟ وأنت أيها الطيف المترنح بين كلمات العاشقين، ألا تخجل يوما، ماعدت حمقاء لأسترسل في حوار معك يضني هذي الروح مرة أخرى، وأنت أيها القلب ألا يكفيك العقاب وكأنك طفل صغير عنيد تجاهر بالحنين لمن بات يتعزز ويتحلى، ويجاهر بأنّاتك ويعلن اتتصاره عليك، ذلك الطيف الذي أتيتني ممزقا بسكينه البارد، هل نسيت أم تتناسى، بهذه القسوة الغير معتادة نظر طيفه إليّ وقال، هل أنتِ من أزورها كل ربيع وأشتاق إليها كل صباح؟ هل أنتِ التي عانقني الندم لأجلها؟ هل أنتِ تلك الطفلة الصغيرة التي تملأ الدنيا عبيرًا بكلمة مني؟ ماذا جرى وكيف؟ 
تفقدت ابتسامتي الباهتة في شجن، وتمردت عبرات الحزن بمقلتي، أنا لم أتغيّر، ولكني رجعت من هذي الطريق الواعرة، المحجوبة عن الشمس والضياء، ذهبت من عتمتك، وسئمت توهج قمرك الكاذب، حينما سقيتني العناء، أسألك رحيلًا بلا عودة، من بين سطوري ومتنفس الهواء، وأنت أيها القلب العنيد، كُفّ عنّي نبضًا يحييني في شقاء.






Share To: